للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقوله تعالى لنبيه: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ} [النمل: ٥٩].

وللحديث المشهور: "كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لا يُبْدَأُ فيهِ بالحَمْدِ فَهوَ أَجْذَم" (١).

وهو: الثناءُ على المحمُودِ بجَمِيلِ الصِّفَاتِ. بخلاف الشُّكْرِ فَإِنَّهُ بالإِنْعَام (٢).

قال الشاعر:

أَفَادَتكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً ... يَدِي وَلسَاني والضَّمِير المُحَجَّبَا (٣)

وكأَنَّ الثناء على الله تعالى كهدية المُسْتَشْفِعِ قَبْلَ مَسْأَلتِهِ رَجَاءَ أَنْ يشفع بذلك في قضاء حاجته. والأَلِفُ واللَّامُ في "الحمد" للعُمُومِ.

وقُرِنَ "الحمد" بالله دُونَ سائِر أسمائِهِ؛ لأَنَّهُ اسم للذَّات، فَيَسْتَحِقُّ جميعَ صفاتِهِ الحُسْنَى (٤).


(١) رواه أحمد (١٤/ ٣٢٩ رقم ٨٧١٢)، وأبو داود (٥/ ١١١ رقم ٤٨٤٠)، والنسائي في "الكبرى" (٩/ ١٨٤ رقم ١٠٢٥٥ - ١٠٢٥٨)، وابن ماجه (١/ ٦١٠ رقم ١٨٩٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
والحديث صحَّحه المؤلف في "البدر المنير" (٧/ ٥٨٢ - ٥٣٠)، و"الإعلام" (١/ ٧٨)، وضعَّفه الشيخ الألباني في "الإرواء" (١/ ٣٠ رقم ٢) ومن أراد الاستزادة في تخريج الحديث والكلام على طرقه واختلاف ألفاظه فعليه بما تقدَّم.
فائدة: قال المؤلف في "البدر المنير" (٧/ ٥٣٠): "معنى "ذي بال": حال يُهتَمُّ به، و"أقطع"، و"أجذم": قليلُ البَرَكَةِ".
(٢) في الحاشية بخط مغاير للأصل: "الحمد هو الثناء على المحمود بجميل الصافات، وحسن الأفعال. سواء كان في مقابلة نعمة أم لا. والشكر: هو الثناء عليه بإنعامه. وحقيقة الشكر: فعل ينبئ عن [] يكون [] سواء باللسان أو بالجنان أو بالأركان. وبين الحمد والشكر عموم وخصوص، []. . .".
(٣) في الحاشية: "يعني: القلب".
(٤) أطال المؤلف في الكلام على الحمد في كتابه: "الإعلام" (١/ ٧٨ - ٨٥)، وقارن كلامه هنا بـ"عجالة المحتاج" (١/ ٥٨) له.

<<  <   >  >>