للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال القاضي عياض: "وجاء في غِلَظ الأرض وطِبَاقها وما بينهن حديث ليسَ بثابت" (١).

وقوله: "مُدَبِّرِ الخلاِئقِ أَجمَعِينَ" المدبر: مُصرِّف الأمور بحسب ما تقتضيه حكمته تعالى.

قال الخطابي "المُدَبِّر": "العالِمُ بِأَدْبَارِ الأُمُورِ وعَوَاقِبِهَا، ومُقَدِّرُ المَقَادِيرِ ومُجْرِيهَا" (٢).

و"الخلائق" جمعُ خليقة، فعيلةٌ بمعنى مفعولة، ويجوز أن يُراد بها الخُلُق والطبيعة، ومنه قول الشاعر:

وَإِنْ تَكُ قد سَاءَتْكِ مِنِّي خليقةٌ (٣)

وقوله: "بَاعِثِ الرُّسُلِ -صَلَوَاتُ اللهِ وسَلَامُهُ عليهم- إلى المُكَلَّفِينَ، لهِدَايَتِهِمْ وَبَيَانِ شَرَائِعِ الدِّينِ، بِالدَّلائِلِ القَطْعِيَّةِ وَوَاضِحَاتِ البَرَاهِينِ".

"الباعث": المرسِل، قال الله تعالى: {وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} [الشعراء].

و"الرسل": جمع رسول وهو: المأمور بتبليغ الوحي إلى العباد، وهو أخصُّ من النبي؛ فإنه: الذي أوحيَ إليه العمل والتبليغ، بخلاف النبي فإنه:


(١) "إكمال المعلم" (٥/ ٣٢٠) وكلام القاضي نقله المؤلف بمعناه، ولعله أخذه مِن نقل النووي له في "شرحه لمسلم" (١١/ ٥٣).
(٢) "شأن الدعاء" (١٠٤).
(٣) صدر بيت من معلقة امرئ القيس (٤٤) وعجزه:
"فَسُلِّي ثيابي منْ ثيابِكِ، تَنْسُلِ". وكان في الأصل: "خليقتي".

<<  <   >  >>