للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: "بارك الله لك". يؤخذ منه الدعاء للمعرس بالبركة، ونهي عما كان عليه الجاهلية من قولهم للمعرس: بالرفاء والبنين. ووقع هذا اللفظ مقدما على قوله: "أولِمْ". كما هنا في رواية حماد بن سلمة عن ثابت وحميد (١)، وفي غيرها بتقديم "أولم" ولقد نال عبد الرحمن بركة دعوته - صلى الله عليه وسلم - حتى قال عبد الرحمن كما في آخر الرواية [عند البخاري] (أ): فلقد رأيتني ولو رفعت حجرًا لرجوت أن أصيب ذهبًا أو فضة. حتى ورثت بعضُ نسائه ربعَ الثمُنِ مائة ألف، فتكون جملة تركته ثلاثة آلاف ألف ومائتي ألف، فإن كانت دراهم فهي قليلة بالنسبة إلى مخلف الزبير، وإن كانت دنانير فهي أكثر.

وقوله: "أولم ولو بشاة". يدل على وجوب وليمة العرس، وقد ذهب إليه أهل الظاهر ووجه معروف عند الشافعية جزم به سليم الرازي، وقال: إنه ظاهر نص "الأم" (٢)، ونقله عن النص أيضًا الشيخ أبو إسحاق في "المهذب" (٣)، وقال ابن بطال (٤): هي مندوبة ولا أعلم أحدًا قال بوجوبها. وفي "المغني" (٥) عن أحمد أنها سنة، والجمهور على أنها مندوبة، ويحملون الأمر على الندب، ويقوي القول بالوجوب ما رواه أحمد (٦) من حديث


(أ) كذا في الأصل، جـ. وهذه العبارة ليست في رواية البخاري، وقد تقدم تخريجها من رواية حماد عن حميد وثابت. وينظر الفتح ٩/ ٢٣٥.