للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من الأرنب حين أهدي إليه مشويًّا وأمر أصحابه بالأكل منه. قال المصنف (١) رحمه الله تعالى: وكأنه تَلقاه من حديثين؛ فأوله من حديث البخاري وقد ظهر ما فيه، والآخر من حديث أخرجه النسائي (٢) من طريق موسى بن طلحة عن أبي هريرة: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأرنب قد شواها، فوضعها بين يديه، فأمسك وأمر أصحابه أن يأكلوا. ورجاله ثقات، إلا أنه اختلف على موسى بن طلحة اختلافًا كثيرًا، وقد أخرج البيهقي (٣) الأمر بأكلها من حديث محمد بن صفوان وجابر بن عبد الله وغيرهما. وقد وقع الإجماع على حِل أكلها، وجاء عن عبد الله بن عمر وعن عكرمة من التابعين وعن محمد بن أبي ليلى من الفقهاء -وهو مذهب الهادي- أنها مكروهة (٤). وحجتهم حديث خزيمة بن جَزء (٥): قلت: يا رسول الله، ما تقول في الأرنب؟ قال: "لا آكله ولا أحرمه". قلت: فإني آكل ما لا تحرمه، ولِمَ يا رسول الله؟ قال: "نبئت أنها تدمى". وسنده ضعيف. وأخرج أبو داود والبيهقي (٦) من حديث ابن [عمرو] (أ) أنه جيء بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يأكلها ولم ينه عنها. وزعم أنها تحيض. وأخرج البيهقي (٧) عن عمر وعمار مثل


(أ) في ب، جـ: عمر. والمثبت من مصدري التخريج.