للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعيَّرَكَ بما يعلمُ منكَ فلا تُعَيِّرُهُ بما تعلَمُ منه، فإنَّما وبالُ ذلكَ عليهِ".

وفي رواية: "فيكونُ لكَ أَجرُ ذاكَ، ووبالُهُ عَليهِا".

"عن أبي تميمة الهُجَيمي - رضي الله عنه -، عن أبي جُرَي جابر بن سُليم أنه قال: رأيت رجلًا يصدر الناس عن رأيه أي: ينصرفون كما يراه، ويفعلون ما يأمرهم، ولا يخالفونه.

"قلت: من هذا؟ قالوا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه -. قلت: عليك السلام يا رسول الله! مرتين، قال: لا تقل: عليك السلام، عليك السلام تحيةُ الميتِ يعني: هذا اللفظ يقال في المقابر؛ لأنه لا يتوقع الجواب من الميت، وأما الحي يتوقع الجواب منه، "قل: السلام عليك ليقول هو لك: وعليك السلام؛ لأن فائدة التسليم حصول الأمن والسلامة للمسلَّم عليه من المسلِّم، وهو بتقديم لفظ السلام أليقُ؛ فإنه إذا افتتح بـ (عليك)، لم تحصل به السلامة، بل المخافة، بل قد يتوهم أنه يدعو عليه.

"قلت: السلام عليك، قلت: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضُرٌّ فدعوته، كشف أي: أزال ذلك الضر "عنك، وإن أصابك عام سنة أي: قحط، لا تنبت الأرض شيئًا، "فدعوته، أنبتها أي: أنبت الأرض لك.

"وإذا كنت بأرض قَفْرٍ أي: أرض خال من النبات والشجر، "أو فلاة": وهي المفازة البعيدة من العمران.

" فضلت راحلتك، فدعوته، ردها عليك، قلت: اعهد إلي أي: أوصني.

"قال: لا تسبن أحدًا أي: لا تشتمن أحدًا.

"فما سببتُ بعده أي: ما شتمت بعد العهد "حرًا، ولا عبدًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>