للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلما أراد الله إظهار دينه ونصرة نبيه ذهب إلى الموسم فأجاب رهط من الخزرج أراد الله بهم الخير بما دعاهم إليه وقبلوا منه الإسلام، ثم رجعوا إلى بلادهم فدعوا قومهم إلى الإسلام، فأجابوهم إليه حتى فشا فيهم الإسلام، حتى إذا كان العام المقبل فوصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنا عشر رجلاً منهم بالعقبة، فبايعوه على بيعة النساء، وهو أن لا يشركوا بالله شيئاً ولا يسرقوا ولا يزنوا ... إلخ.

"فلم أستفق"؛ أي: لم يزل عني ذلك الغم والحيرة.

"إلا بقرن الثعالب" جبل بين مكة والطائف، والباء بمعنى (في).

"فرفعت رأسي فإذا أنا" (إذا) للمفاجأة.

"بسحابةٍ قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله سمع قول قومك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ، ثم قال: يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك، وأنا ملكُ الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أن أطبق عليهم" من الإطباق، وهو جعل الشيء فوق الشيء محيطاً بجميع جوانبه.

"الأخشبين" قيل: أخشبا مكة جبلان مُطْبقان بمكة، وهما أبو قبيس والأحمر، قيل: تارةً يضافان إلى مكة، ومرة إلى منى، وكلُّ جبل خشنٍ عظيمٍ فهو أخشب.

"فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً".

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>