للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك. وقيل: معنى"من لم يتغن" من لم يستغن كقوله: "من لم يغنه القرآن لا أغناه الله" وقد جعل يفعل بمعنى استفعل نحو تعجب واستعجب وتعظم واستعظم. وهذا تأويل سفيان، وقد ورده بعضهم بأن تمام الحديث يقتضي تحسين الصوت، فلا ملائمة بينه وبين الاستغناء. وقيل: معناه تحسين الصوت وتزيينه. وفي لحديث: "لحبرته لك تحبيرًا" أي حسنته وزينته. ولاشك أن تحسين الصوت مطلوب ما لم يخرج عن حد الشرع. وقيل معناه جهر الصوت به. وكل من جهر صوته ووالى به فصوته عند العرب غناء. قال أبو عبيدٍ الهروي. وقال الشافعي رضي الله عنه: معناه تحزين القراءة وترقيقها.

قلت: ويشهد له الحديث الآخر: "إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فتحازنوا". وفي حديث آخر: "زينوا القرآن بأصواتكم". ومثل الحديث الأول في هذا التأويل قوله عليه السلام أيضًا: "ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغني بالقرآن" وقيل: معناه التطريب الذي لا يُخرج القرآن عن نظمه ولا وضعه، وقليل من يتقن ذلك. وفي حديث الجمعة: "من استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه"، أي تركه وطرده ورمى به عن عينه، لأنه المستغني عن الشيء تارك له. فهو من باب المقابلة كقوله: {نسوا الله فنسيهم} [التوب: ٦٧].

[فصل الغين والواو]

غ ور:

قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا} [الملك: ٣٠] أي ذاهبًا غائضًا. والغور في الأصل مصدر، والتقدير: ذا غورٍ أيضًا: المنهبط من الأرض ضد

<<  <  ج: ص:  >  >>