للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجريان مجرى المثنى في الإعراب إذا أضيفا إلى مضمرٍ، ويقدر إعرابهما كالمثنى. ويقدر إعرابهما كالمقصود إذا أضيفا إلى ظاهرٍ عند غير بني كنانة، وعندهم كالمثنى مطلقًا، ويلزمان الإضافة لفظًا ومعنىً. ولا يضافان إلا إلى مثنى أو ما أفهم المثنى، نحو: كلانا على طاعة الرحمن. قأما قول الشاعر: [من الرمل]

١٣٧٩ - إن للخير وللشر مدى ... وكلا ذلك وجه وقبل

فلأن ذلك يقع موقع المثنى، كقوله تعالى: {عوان بين ذلك} [البقرة: ٦٨]. فذلك إشارة لقوله: {لا فارض ولا بكر}، فإن فرق بالعطف جاز ذلك على قلةٍ كقول الشاعر: [من الطويل]

١٣٨٠ - كلا السيف والساق الذي ضربت به ... على مهلٍ ألقاه باثنين صاحبه

وفي إمالتها خلاف بين القراء، وهي في تأكيد المثنى ككل في تأكيد الجمع، فلا يقال: تقاتل الزيدان كلاهما، إذ لا يتأتى ذلك إلا في اثنين. وقد أتقنا جميع ذلك في غير هذا الموضع ولله الحمد والمنة.

[فصل الكاف والميم]

ك م ل:

قوله تعالى: {تلك عشرة كاملة} [البقرة: ١٩٦] أي كاملة الأجر، وقيل: هو على التأكيد. «وقيل: إنما ذكر العشرة الكاملة، لا يعلمنا أن السبعة والثلاثة عشرة، بل ليبين أن بحصول صيام العشرة يحصل كمال الصوم القائم مقام الهدي، وقيل: إن وصفه العشرة بالكاملة استطراد في الكلام وتنبيه على فضيلةٍ له فيها بين علم العدد، وأن العشرة أول عقدٍ ينتهي إليه العدد فيكمل، وما بعده يكون مكررًا مما قبله، فالعشرة هي العدد

<<  <  ج: ص:  >  >>