للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الميم والنون]

م ن ع:

قوله تعالى: {وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم} [الحشر: ٢] أي ظنوا أن الحصون تحجز بينهم وبين من يريدهم. والمنع- في الأصل- الحجز بين شيئين، وهو- أيضًا- ضد العطية لأن الحاجز يحجز بين المعطي والعطية. ورجلٌ مانعٌ ورجالٌ منعةٌ نحو: كافرٍ وكفرة. والمناع: البليغ في المنع، قال تعالى: {مناعٍ للخير} [ق: ٢٥] ومنعه: حماه مما يؤذيه، ومنه: {مانعتهم حصونهم} [الحشر: ٢]. وقد منع: صار ذا منعة وهي القوة التي يحمي بها، والمنعة- بالسكون- أيضًا بمعنى المنعة. وفلانٌ منيعٌ. ومكانٌ منيعٌ، أي حصينٌ على ما يرومه. وامرأة منيعةٌ: كناية عن عفتها.

قوله تعالى: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف: ١٢] قيل: ما حملك، وقيل: ما صدك وحملك على تركه؟ ومناع: اسم فعلٍ لا منع، كنزال لا نزال. والمانع من صفاته تعالى بمعنى الذي يمنع العطاء من يشاء، وقيل: الذي يحمي وينصر. وقوله عليه الصلاة والسلام: ((لا مانع لما أعطيت)) من الأول. وقولهم: مانع أوليائه، أي يحميهم وينصرهم ويحوطهم.

م ن ن:

قوله تعالى: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} [البقرة: ٢٦٤] المن: ذكر الصدقة والاستكثار عليه، وهما متلازمان. ومن ملح الكلام: طعم الآلاء أحلى من المن، وهي أمر من الآلاء عند المن، وقال الشاعر: [من الطويل].

١٥٥٩ - وإن امرؤ أهدى إلى صنيعةً ... وذكرنيها مرةً لبخيل.

وكانوا يقولون: إذا صنعتم معروفًا فانسوه. والمنة: النعمة الثقيلة، ويقال ذلك على وجهين، أحدهما: أن يكون ذلك بالفعل، فيقال: من فلانٌ على فلانٍ: إذا أثقله بالنعمة الثقيلة، وعلى ذلك قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} [آل عمران: ١٦٤] وذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>