للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الباء واللام]

ب ل:

بل: حرف إضراب، وهو نوعان، إضراب إبطالٍ نحو: ما قام زيد بل عمرو. وهي حينئذٍ عاطفةٍ، ولا يعطف بها إلا المفردات، ويزاد "لا" قبلها تأكيدًا في النفي نحو: ما قام زيد لا بل عمرو. وفي الإيجاب والأمر نفي، نحو: قام زيد لا بل عمرو. واضرب زيدًا لا بل عمرًا ولا يعطف بها في الاستفهام. وضرب انتقالٍ. ولم ترد في القرآن إلا كذلك، ولا يقع بعدها إلا الجمل، وليست عاطفًة حينئذٍ. ولها أحكام استوفيناها في كتب النحو الإعراب.

وبعضهم يعبر عنها بأنها حرف استدراك وإيجابٍ بعد النفي كالهوري. وقال الراغب. بل للتدارك، وهو ضربان: ضرب يناقض ما قبله، وربما يقصد به تصحيح الذي قبله وإثبات الثاني كقوله تعالى:} إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون {[المطففين: ١٣ - ١٤] أي ليس الأمر كما زعموا بل جهلوا، فنبه بقوله:} بل ران على قلوبهم {على جهلهم. وعلى هذا قوله:} بل فعله كبيرهم {[الأنبياء: ٦٣].

ومما قصد به تصحيح الأول وإبطال الثاني:} فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه {إلى قوله:} كلا بل لا تكرمون اليتيم {[الفجر: ١٥ - ١٧] أي ليس إعطاؤهم من الكرم ولا منعهم من الإهانة، لكن جهلوا لوضع المال في غير موضعه. وعلى ذلك قوله:} ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزةٍ وشقاقٍ {[ص: ١ - ٢] فإنه دل بقوله:} والقرآن {أن القرآن معد للتذكر، وأن ليس امتناع الكفار من الإصغاء إليه أن ليس موضعًا للذكر بل لتعززهم ومشاقتهم. وعلى هذا قوله:} ق والقرآن المجيد بل عجبوا {[ق: ١ - ٢] أي ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد في القرآن ولكن لجهلهم، ونبه بقوله:} بل عجبوا {على جهلهم، لأن التعجب من الشيء يقتضي الجهل بسببه.

<<  <  ج: ص:  >  >>