للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لجَّ في البطر. قال الراغبُ: الأشَرُ: شدَّةُ البَطرِ؛ فالأشَرُ أشدُّ من البطرِ، والبَطرُ أشدُّ من الفرحِ، وإنْ كان مذمومًا في أكثرِ الأحوالِ، فقد يُمدحُ في بعضِ المواضعِ. وذلكَ أنَّ الفرحَ قد يكونُ من سرورٍ بحسبِ قضيةِ العقلِ، والأشَرُ لا يكونُ إلا فَرَحًا بحسبِ قضيَّة الهَوى.

وقولُهم: ناقةٌ مِئشِيرٌ أي نشيطةٌ تشبيهًا بذلك. وقيلَ: هيَ الضَّامرُ تشبيهًا بالرِّعاءِ المأشورةِ.

[فصل الألف والصاد]

أص ب ع:

الإصبعُ معروفٌ، وفيه عشرُ لغاتٍ: تَثليثُ الهمزةِ، معَ تَثليثِ الباءِ، والعاشرةُ أُصبوعٌ. وهو اسمٌ يقعُ على الأُنْمُلةِ والبُرْجُمةِ والسُّلامَى والأُطْرة والظُّفر. وقولُه تعالى: {يجعلون أصابِعَهم في آذانِهم} [البقرة: ١٩] تنبيهٌ على أنهم لفَرطِ فَزعِهم من شدةِ صَوتِ الرَّعدِ أدخلوا جميعَ أصابِعهم ودسُّوها في أصمخةِ آذانهِم برأسِ السياق. ويستعارُ في النعمةِ كاليدِ فيقال: لفلانٍ عليَّ إصبعٌ أي يدٌ، ويستعارُ أيضًا للأثرِ الحسِّيِّ.

أص ر:

الإصْرُ: الثِّقْل. والإصْرُ: العهدُ. قالَ تعالى: {ويضعُ عنهُم إصرَهُم} [الأعراف: ١٥٧] أي ثقلَ ما كانوا كُلِّفوهُ من أنَّهم إذا أصابَهم نجاسَةٌ قَرضُوا في أيديهم كانتْ أو ثيابهم أو غيرِ ذلك، وهو المرادُ بقولهِ: {ربَّنا ولا تحملْ علينا إصْرًا كما حَملْتَهُ على الذين مِن قَبلنا} [البقرة: ٢٨٦]. وقولُه: {وأخذتُم على ذلكم إصْري} [آل عمران: ٨١] أي عَهدي وميثاقِي.

«والأصلُ في الإصْرِ أنه عَقدُ الشيءِ وحَبسُه بقهره، يقال: أَصرتُه فهو مأصورٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>