للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويطلق على الجزاء أيضًا، وسهم وجهه، أي تغير. وكان الأصلٌ فيه أن وجه الرجل إذا ضرب له بالسهم يتغير إذ لا يدري ماذا يخرج له من خيرٍ أو شر. وفي الحديث: «فدخل على ساهم الوجه».

[فصل السين والواو]

س وا:

قوله تعالى: {لا يمسهم السوء} [الزمر: ٦١]. السوء: كل ما يغم الإنسان من الأمور الأخروية والدنيوية كفقد مالٍ أو حميمٍ. ويكنى به عن البرص لإساءة صاحبه. وبه فسر قوله تعالى: {تخرج بيضاء من غير سوءٍ} [القصص: ٣٢]. وقيل: سليمةٌ من كل آفة. والسوء أيضًا: كل ما يقبح. ولهذا قوبل بالحسنى. وقوله: {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى} [الروم: ١٠]

والسيئة: الفعلة القبيحة، صفةٌ في الأصل جرت مجرى الجوامد كالحسنة. ووزن السيئة فعليةٌ. والأصل سيوئة فأعلت كميتٍ وسيدٍ. ثم الحسنة والسيئة ضربان؛ ضربٌ يقال باعتبار العقل والشرع، كقوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها} [الأنعام: ١٦٠]. وضربٌ يقال باعتبار الطبع مما يستخفه أو يستثقله، كقوله تعالى: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئةٌ} [الأعراف: ١٣١]. وقوله: {إن تصبك حسنةٌ تسؤهم وإن تصبك مصيبةٌ يقولوا} [التوبة: ٥٠].

وساءه كذا، وأسأت إلى فلانٍ، أي أدخلت عليه السوء. ويقال: سأى وهو مقلوبٌ من ساء كناء ونأى. وساء يكون قاصرًا إذا كان للذم بمعنى بئس، فيلزم فيه ما يلزم فيه، كقوله تعالى: {ساء مثلًا القوم} [الأعراف: ١٧٧]، ومتعديًا إذا لم يكن كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>