للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعذبين في النار ينسونهم فلا يذكرونهم وقيل: في اشتغالٍ باللذات عكس حال أهل الدنيا فإن شغلهم في كد الدنيا وتعبها ولا لذة منها إلا بعد مشقة السعي في تحصيلها.

والشغل والشغل- بالفتح والضم- هو العارض الذي يذهل الإنسان وقد شغل فهو مشغول ولا يقال: أشغل رباعيًا. وشغل شاغل مثل: شعر شاعر في المبالغة. وقولهم في المثل: «أشغل من ذات النحيين» شاذ لبناء أفعل من المبني للمفعول وبعضهم يراه مقيسا وفي حديث علي رضي الله عنه: «أنه خطب الناس على شغلة» هي البيدر. قال: ابن الأعرابي الشغلة والبيدر والكس واحد.

[فصل الشين والفاء]

ش ف ع:

قوله تعالى: {والشفع والوتر} [الفجر: ٣] قيل: الشفع: يوم النحر من حيث إن له نظيرًا يليه والوتر: يوم عرفة، من حيث إنه ليس له نظير يليه. وقيل: الشفع: كل جمعٍ لأنهم خلقوا أزواجًا. والوتر: هو الخالق. وقيل: هما الأعداد. وقيل: آدم هو الوتر، وهو وزوجته الشفع. وقيل: الوتر آدم لا عن والد، والشفع ذريته وأصل الشف ضم شيء إلى مثله. ويقال للمشفوع شفع ومنه الشفاعة لأن فيها انضمامًا واحدً إلى آخر ناصرًا له. وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى رتبةً إلى من هو أدنى. ومنه: شفاعة يوم القيامة؛ قال تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [المدثر: ٤٨] أي لا شفاعة فينتفع بها وقيل: توجد شفاعة غير نافعةٍ لأنه لا تكون شفاعة معتبرة إلا بالشرطين اللذين ذكرهما تبارك وتعالى في قوله: {يومئذٍ لا تنفع الشافعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولًا} [طه: ١٠٩] قوله: {من يشفع شفاعةً حسنةً} [النساء: ٨٥] أي من يزد عملًا إلى عملٍ وقيل: من انضم إلى غيره وعاونه وصار شفعًا له أو شفيعًا في فعل الخير أو الشر. فيقتدي به فصار كأنه شفع له، كما قال عليه الصلاة والسلام: «من سن سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها» الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>