للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَحَبَسني عنك. فقال لهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

"يا معاذُ! ألا أعلِّمُكَ دعاءً تدعو به؛ فلو كانَ عليك مِنَ الدَّينِ مِثْلَ (صِير) أدّاه الله عنك -و (صِير) (١) جَبَلٌ باليَمَنِ-، فادْغ الله يا معاذ! قل:

اللهمَّ مالِكَ المُلْكِ، تُؤْتي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تشاءُ، وتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيْرُ، إِنَّكَ على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، تُوِلجُ الليْلَ في النهارِ، وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ، وتُخرِجُ الحيَّ مِنَ الميِّتِ، وتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بغَيْرِ حِسَابٍ، رَحْمنَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ورَحيمَهُما، تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهما، وتمْنَعُ مَنْ تشاء، اِرْحَمْني رَحْمَةً تُغْنيني بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ".

وفي رواية: قال معاذ:

كان لِرَجُلٍ عَليَّ بَعْضُ الحَقِّ فَخَشيتُه، فَلَبِثْتُ يَوْمَيْنِ لا أَخْرُجُ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فجِئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"يا معاذُ! ما خَلَفَكَ؟ ".

قلتُ: كان لِرَجُلٍ عَليَّ بعضُ الحقَّ، فَخشيتُه حتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وكَرِهْتُ أنْ يَلْقاني. قال:

"ألا آمُركَ بكلِماتٍ تقولُهُنَّ لوْ كان عَليكَ أمثالُ الجِبالِ قَضَاهُ الله؟ ".

قلتُ: بلى يا رسولَ الله! قال:

"قُلِ: اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ".

فذكر نحوه باختصار؛ وزاد في آخره:


(١) الأصل: (صبير) وكذا في طبعة الثلاثة! وفي "الطبراني" (صبر)! والتصويب من "المجمع" (١٠/ ١٨٥) وعزاه إليه الثلاثة!! ومن "معجم البلدان". وانظر الحديث الأول في هذا الباب من "الصحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>