للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَقْتِهِ في التَّفْسِيرِ والحديثِ وَفُنُونِهِمَا، والحافظُ لمذهب الِإمامِ مالكٍ، والمتقدِّمُ في الأصولِ والنَّحْوِ واللُّغَةِ وَأَيَّام العَرَبِ وَأَنْسَابِهَا، والبَصِيرُ بالأحكامِ وَعَقْدِ الشُّرُوطِ، والمُجيدُ للشِّعْرِ والخطابةِ والبلاغةِ، والمُتَضَلِّعُ من فُنُونِ الأدبِ، والصَّبْرِ والحِلْمِ، والمَوْصُوفُ بالجُودِ والسَّمَاحَةِ وكثرةِ الصَّدَقَةِ وجميلِ العِشْرَةِ، والدُّؤُوبِ على العملِ، والصّلابة في الحقّ.

وَوُصِفَ بِأَنَّهُ: "جَاءَ عَلَى قَدَرٍ، وَسَبَق إلى نَيْلِ المعَالِي وابْتَدَرْ، فَاسْتَيْقَظَ لَهَا والنَّاسُ نِيَامٌ، وَوَرَدَ مَاءَهَا وَهُمْ حِيَامٌ (١)، وَتَلاَ من المعارفِ مَا أَشْكَلَ، وَأَقْدَمَ على مَا أَحجَمَ عنه سِوَاهُ وَنكلَ (٢)، فَتَحَلَّتْ بِهِ للْعُلُومِ نُحُورٌ، وَتَجَلَّتْ لَهُ منها حُورٌ، كَأنَّهُنَّ اليَاقُوتُ والمَرْجَانُ، لم يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ.

قد ألحَفَتْهُ الأَصَالَةُ رِدَاءَهَا، وَسَقَتْهُ أَنْدَاءَهَا، وَأَلْقَتْ إِلَيْهِ الرِّيَاسَةُ


= مجلدات، وكتب الدكتور البشير الترابي رسالته للدكتوراه عن القاضي عياض وجهوده في علم الحديث رواية ودراية، وهو مطبوع في مجلد عن دار ابن حزم ببيروت، وللتوسع في معرفة مصادر ترجمة القاضي عياض يراجع المثبت البيبليوغرافي لما كتب عن القاضي عياض من إعداد أستاذنا الدكتور حسن بن عبد الكريم الوراكلي، نشر دار الغرب الِإسلامي ببيروت، فليراجع.
(١) من الحَوَمَان، وهو دَوَمَانُ الطائر يُدَوِّمُ ويحوم حول الماء، وكل من رام أمراً فقد حام عليه حوماً وحياماً وحُؤُوماً وَحَوَمَانَاً. (انظر: لسان العرب ١٢/ ١٦٢ مادة: حوم).
(٢) أي قَوِيَ عليه، ويقال نكل بفلان إذا صنع به صنيعاً يحذر غيره منه إذا رآه.
(انظر: لسان العرب ١١/ ٦٧٧ مادة: نكل).

<<  <   >  >>