للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخطابيُّ: ويكون (١) بمعنى الاستقصاء (٢).

[يقال: أحفَى شاربه ورأسه، قال ابن دُريد] (٣): يقال: أحفى شاربه يحفوه حفواً: إذا استأصلَ أخْذَ شعرِه، قال: ومنه قوله: "أحفُوا الشواربَ" (٤). [وقريبٌ من هذا في الدلالة على الزيادة على القص: "انهكوا الشواربَ" (٥)] (٦) وهو في الصحيح، وقد قيل به.

قال القاضي: وأمّا الشارب فذهب كثيرٌ من السلف إلى استئصاله وحلقه بظاهر قوله - صلى الله عليه وسلم - "أحفُوا الشواربَ" و"أنهكوا"؛ وهو قول الكوفيين (٧).

السابعة: لم يقلْ مالك - رحمه الله - بالاستئصال، وأغلظَ القول فيه، ففي (٨) كتاب "العتبية" (٩): وسئل مالك عمن أحفى شاربه، قال (١٠): يُوجَعُ ضرباً، وليس حديث النبي بالإحفاء (١١).


(١) أي: الإحفاء.
(٢) انظر: "معالم السنن" للخطابي (٤/ ٢١١).
(٣) سقط من "ت".
(٤) انظر: "جمهرة اللغة" لابن دريد (١/ ٥٥٦). وانظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٢/ ٦٢).
(٥) رواه البخاري (٥٥٥٤)، كتاب: اللباس، باب: إعفاء اللحى، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(٦) سقط من "ت".
(٧) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٢/ ٦٤).
(٨) "ت": "وفي".
(٩) في الأصل: "العتبي"، والمثبت من "ت".
(١٠) "ت": "فقال".
(١١) انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (٢١/ ٦٤)، و"مواهب الجليل" للحطاب (١/ ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>