للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"تقليم الأظفار" (١)، ومن الناس من يقصد إزالة ما زاد من الأظفار بالقَلْم وجعله غيرَ القصِّ بالمقص، ويعتقده السنة فيه، وهذا الحديث يدل على تحصيل المقصود بالقص.

وقد ذكر الراغب أن أصلَ القَلم: القصُّ من الشيء الصلب؛ كالظفر، وكَعب الرُّمحِ، والقصب، ويقال للمقلوم: قلم؛ كما يقال للمنقوضِ: نقضٌ (٢)، وخُصَّ ذلك بما يكتب به، وبالقدح الذي يضرب به، وجمعه: أقلام (٣).

وليس فيما ذكره الراغب ما يقتضي [أن] (٤) القلم غير (٥) القص بل يقتضي عكسه فعلى من ادَّعى تغايره مع القص البيانُ بالنقل عن أهل اللغة.

وكذلك قال غير الراغب: إن التقليمَ تفعيلٌ من القلم وهو القطع (٦)، وهذا أيضا لا يخص اللفظ بهيئة غير القص، والله أعلم.

الحادية والثلاثون: الجمعُ في (الأظفار) يدل على العموم في كلِّ فرد منها، ويتناول اليدين والرجلين معًا، فلو اقتصر على بعضها


(١) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٥٥٥٠)، ومسلم برقم (٢٥٧).
(٢) في الأصل و "ت": "كما يقال للمقضوض المقبوض: قبض"، والمثبت من المطبوع من "المفردات".
(٣) انظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: ٦٨٣).
(٤) زيادة من "ت".
(٥) في الأصل: "عند"، والمثبت من "ت".
(٦) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٣/ ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>