للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الوجه الخامس: في الفوائد والمباحث، وفيه مسائل:

الأولى: قيل: الوضوءُ تعبُّدٌ، وأُخذَ منه تعيُّنُ الماء له.

وقيل: معقولُ المعنى معلَّلٌ، ومقصوده النظافة، ولذلك خص الأعضاء البارزة، [و] (١) الرأسُ لما استترَ بالعمامة غالبًا كفاه المسحُ، قيل: ويؤيده {مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} [الأنفال: ١١].

واعتُرِضَ عليه: بأنه لا يطَّرِدُ؛ فإن المتوضِّئَ المنطلي بالأوساخ لا يتوضَّأ.

وأجيب بأنها نادرة، وفي النفس وازع [عنها] (٢) فأغنى، بخلاف العِبرات الخفية، ونُظِّرَ ذلك بإيجاب الإجابة على المرأة للواطئ لا العكس؛ أي: عدم الإجابة على الرجل، وإن كانا في مقصود التحصين سواءً، لكن أغنى عن الإيجاب عليه باعثُهُ على الوطءِ ليعتاضَ عما يختصُّ (٣) به من الكلف، ولا سيَّما إذا انحصر مطلَبُهُ في الحلال.

ومُثِّلَ أيضًا بالبيع على معنى أنه شُرِعَ للحاجة، فلو عكس فباع المُحتاج إليه بالمُستغني عنه لصحَّ، وأغنى النُّدور والوازع عن المنع.

واعتُرِضَ أيضًا بالإجماعِ على اختصاص الوجوب بالحَدَثِ وليس مُلطخًا، وعلى سقوط الوضوء بالملطخ؛ أي: من غير الأحداث،


(١) زيادة من "ت".
(٢) زيادة من "ت".
(٣) في الأصل: "يخص"، والمثبت من "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>