للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقولهِ (١) في هذهِ القطعةِ:

وبَيْنَمَا المرءُ في الأحياءِ مُغتَبِطاً

إذ صار في (٢) الرَّمْسِ تَعْفُوهُ الأعاصيرُ (٣)

فتلقَى هذا الشاعرُ (بينما) في البيتِ الأولِ بـ (إذ)، وفي الثاني بـ (إذا).

وليس بِبِدْعٍ أنْ يتغيَّرَ حُكمُ (بين) بضمِّ (ما) إليهِ (٤)؛ لأن التركيبَ يُزيلُ الأشياءَ عن أُصولها، ويُحيلُها عن أوضاعِها ورسومِها، ألا ترَى أنَّ (رُبَّ) لا يليها إلا الاسمُ؟ (٥) فإذا اتصَلَتْ بها (ما) غيَّرتْ حُكمَها وولِيَها الفعلُ؛ كما جاءَ في القرآنِ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: ٢].


(١) "ت": "قوله".
(٢) في الأصل و "ت": "إذا هو"، والتصويب من "درة الغواص".
(٣) الأبيات لحريث بن جبلة العذري، كما ذكر ابن عبد ربه في "العقد الفريد" (٣/ ١٩٢).
وتمام البيت الأول:
فاستقدر الله خيراً وارضينَّ به ... فبينما العسرُ إذ دارت مياسيرُ
(٤) "ت": "إليها".
(٥) في "درة الغواص": "لا تدخل إلا على الاسم".

<<  <  ج: ص:  >  >>