للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَطَرَتْ خَطْرَةٌ علَى القَلْبِ من ذِكـ ... ـرَاكِ وَهْناً فَمَا استَطَعْتُ مُضِيَّا (١)

والذي في الحديثِ الذي نحنُ في شرحِهِ تلقَّى (بينما) بـ (إذ) في قولهِ: بينما نحنُ عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - جُلوسٌ إذ دفعَ الراعي غنَمَهُ.

السابعة: قولُهُ: "ما وَلَّدْت؟ " قالَ: بَهْمةً، إذا كانَ (ولَّدت) مَعناهُ مَا ذَكرَهُ الخطابيُّ من حُضورِ الولادةِ والمعالجَةِ حتَّى يتبينَ الولدُ (٢)، فالبَهمةُ غيرُ مولَّدَةٍ بهذا التفسير (٣)، فلا بُدَّ من إضمارٍ، أو مجازٍ، يصِحُّ بهِ اللفظُ علَى هذا التقديرِ، فيمكِنُ أن تُنصبَ بهمةٌ بفعلٍ مُضمرٍ؛ كأنَّهُ قالَ: وَلَّدْتُ بهمةً؛ لدلالةِ (وَلَّدْتَ) علَى الولادةِ؛ ولأنَّ المقصودَ إنما هو معرفةُ المولودِ، لا معرفةُ المولَّدِ؛ الذي هو الشاةُ، ويمكنُ أنْ يُحذفَ مُضافٌ في الكلامِ.

العاشرة (٤): أصلُ الشاة: شَوْهَةٌ علَى (فَعْلَة)، مفتوح الفاء، ساكن العين، واللامُ هاء، [وهذا يحتاج إلَى أمرين:

أحدهما: الدلالة علَى أنَّ اللامَ هاء] (٥)، ودليلُهُ قولُهم في الجمعِ: شِيَاه، وفي التصغيرِ: شُوَيْهَة، ثم حذفت اللام، وهي الهاء


(١) البيتان لأبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، كما نسبهما ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" (٢/ ٥٦٤).
(٢) انظر: "معالم السنن" للخطابي (١/ ٥٤).
(٣) "ت": "التسفير".
(٤) جاء على هامش "ت": "كذا وجد". يعني: لم تذكر الفائدة الثامنة والتاسعة.
(٥) زيادة من "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>