للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا ففيه وجهان:

أحدهما: أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - داخلًا في هذا، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا أولُّ المسلمين"، أو "من المسلمين" (١)، وهذا هو ظاهر اقتصاره على أبي بكر وبلال.

ويحتمل أن يكون اعتبر خديجة في الإسلام، حيث جعل نفسه ربعا، واعتبر الرجولية حين ذكر أبا بكر وبلالًا فقط، والأول أَدْخَلُ في التعظيم، وأبلغُ في الصيغة.

وإذا جعلنا فيه حذفًا، ففيه احتمال دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، والاحتمال الآخر، لكن يتفاوت هو والتقدير الثاني في المعنى الذي أشرنا إليه في التقدير الثاني.

الثانية: قد كنّا قدمنا كلامًا في قوله: "أظن"، وهل هو بمعنى العلم، أو لا؟ وقد ورد في رواية إسماعيل بن عياش ما يدل على أنه بمعنى العلم، فإن فيها: "رغبتُ عن آلهة قومي في الجاهلية" (٢)، فظاهر هذا الجزم: مفارقته لاعتقادهم.

الثالثة: إجابة عمرو إلى الإسلام بسبب ما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ من


(١) رواه مسلم (٧٧١)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، من حديث علي - رضي الله عنه -.
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ١١١)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣/ ٤١)، والطبراني في "مسند الشاميين" (٨٦٣)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>