للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إذا غَضِبَتْ] (١) تلكَ الأنوفُ لَمْ ارْضَها ... ولمْ أَطْلبِ العُتْبى ولكنْ أزيدُهَا (٢)

وقيل: شَمَخَ فلان بأنفه: للمتكبِّر، وتَرِبَ أنفُه: للذليل، وأَنِفَ فلانٌ من كذا؛ بمعنى: استنْكَفَ، وأَنَفْتُهُ: أصَبْتُ أنفَهُ، وحتى قيل للأَنَفة: الحميَّة (٣)، واستأنفتُ الشيء: أخذْتُ أنفَه، أي: مُبْتَدَأه، ومنه: {مَاذَا قَالَ آنِفًا} [محمد: ١٦]؛ أي: مبتدأً (٤).

وقال ابن فارس في "المُجمَل": وشريفُ القوم: أَنْفُ، وطرف اللحية: أَنْفُها، والناتِئ من الجبل: أَنْفٌ، والأَنْف: أوَّلُ الشيء، وروضةٌ أُنُف: إذا كانت لم تُرْعَ، وأَنِفَ الرجلُ أَنَفًا وأَنفَة، وكأنه مشتقٌ من شَمَخَ بأنفِهِ، وأَنَفْتُ الرجلَ: ضَرَبْتُ أنفَه، ويقال: استأْنَفْتُ الشيء، وامرأة أَنوفٌ: طيِّبةُ ريح الأنف، وجمل أَنِفٌ، أي: أوجَعَتْه الخِزامَة، فتسلس منها، ويقال: عدا الشيء، وأنفَ الشدُّ أي: أشده، قال ذلك ابن السِّكِّيت (٥).

قلت: يمكن أن نُحاول رَدَّ الجميع إلى معنى واحد، ولكن الذي


(١) زيادة من "ت".
(٢) ذكره الراغب أيضًا في "محاضرات الأدباء" (١/ ٣٨٦) دون نسبة.
(٣) في المطبوع من "مفردات القرآن": "حتى قيل للحمية: الأنفة".
(٤) انظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: ٩٥).
(٥) انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص: ٦٧). وانظر: "مجمل اللغة" لابن فارس (١/ ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>