للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا اللفظُ في المسألة الفُلانية على ما يُعتادُ قصدُه به غالبًا، لما حُمِلَ قولُهُ: "يرحمك الله" للمشمِّت على ما يقصد به غالبًا، وهو الدعاء؛ لأنه أحدُ أفرادِ هذه القاعدة، لكنه حُمِلَ عليه عملًا بالحديث، فإنه يقتضي الاكتفاءَ بقوله: "يرحمك الله"، والاكتفاء بذلك إنما هو لرجحان حملِهِ على ما يعتاد قصده من اللفظ غالبًا مع احتماله لغيره؛ لأنه لو لم يكن راجحًا لكان (١) إما مرجوحًا أو مساويًا، وكلاهما يمتنع (٢) الحملُ عليه.

السابعة والسبعون: ويجيء من هذا اعتبارُ ما يقتضيه سببُ كلام الحالف، ومثارُ يمينه (٣) الذي اعتبره مالكٌ وأحمدُ - رحمهما الله تعالى - وهو [الذي] (٤) تسميه المالكيةُ بساطَ اليمين، ويقال: إنه يُرْجَعُ (٥) إليه، إذا لم تكن نية (٦).

وهذا فيه تَسامُحٌ في اللفظ، وتعبير عن عدم استحضار النية بعدم النيّة، فإنَّ الفائتَ في هذه الصورة - على ما قررناه في هذه القاعدة


(١) "ت": "كأن".
(٢) "ت" "يمنع".
(٣) "ت": "نيته".
(٤) زيادة من "ت".
(٥) في الأصل: "رجع"، والمثبت من "ت".
(٦) انظر: "مواهب الجليل" للحطاب (٣/ ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>