للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لأنَّه حكايةٌ عن الحال الواقعة.

(حَتَّى يُعْرَفَ) بالنصب، ويجوز فيه الرفع.

(ثُمَّ يَقُولُ) بالنَّصب والرفع أيضًا، فإنْ قُدِّر عطْفه على (فغَضِبَ) تعيَّن الرفع.

(إِنَّ أتقَاكُمْ) إشارةٌ إلى كمال القُوَّة العمَلية.

(وَأَعْلَمَكُمْ) إشارةٌ إلى كمال القُوَّة العِلْمية.

والتَّقوى ثلاث مَراتب: وِقاية النَّفْس عن الكُفر، وهو للعُموم، وعن المعاصي، وهو للخاصَّة، وعمَّا سِوى الله، وهو لخواصِّ الخاصَّة.

والعلم بالله: إما بصِفاته، وهو المسمى بأُصول الدين، وإما بأَحكامه، وهو فُروع الدين، وإما بكلامه، وهو عِلْم القرآن وما يتعلَّق به، وإما بأَفْعاله، وهو العِلْم بحقائق أشياء العالم.

ولمَّا جمع - صلى الله عليه وسلم - أنواعَ التقوى وأقسامَ العُلوم كان أتقى وأَعلَم على الإطْلاق.

وهذا كما يقولون البَيانيُّون: إنَّ حذْف المتعلَّق يُفيد العُموم، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمَع كمالَ العِلْم، وكمالَ العمَل.

فإنْ قيل: ما وَجْه تعلُّق الحديث بالجُزء الثاني من الترجمة، وهو كون المعرفة فعل القَلْب؟

قيل: قال (ك): يمكن أنْ يُوجَّه وإنْ كان احتمالًا بعيدًا بأنَّه يدلُّ عليه بحسَب السِّياق، فيتجاذب طرَفا الكلامَين، لكنْ لمَّا أَرادوا أن