للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(أخلف) يعني: في مكَّة.

(ينتفع) إشارةٌ إلى ما يفتحُ الله على يدَيه من بلاد الشِّرك، ويأخذ المسلمون من الغَنائم.

(ويضر بك)؛ أي: المشركون الذين يُهلكهم بيَدِكَ وبجُنْدك.

(أمض) بقطْع الهمزة: من الإمضاء، وهو الإنْفاذ، أي: تَمِّمْها لهم، ولا تنقضها عليهم؛ لأنهم كانوا يَكرهون العَود إلى مكانٍ تركُوه لله تعالى، فقوله: (لكن البائِسُ سَعْد ابن خَوْلَة)، ترحَّم عليه إذْ كان يَكره أن يموت بها، ولم يُعْطَ ذلك، فترجَّى لسعدٍ أن لا يموت بها كما مات ابن خَوْلة.

(البائس)؛ أي: شديد الحاجة أو الفقر.

(يَرْثي) بفتح الياء، أي: يَرِقُّ ويترحَّم.

(إن مات) بفتح الهمزة، أي: لأَنْ ماتَ، وهذا مُدرَجٌ هنا من قول سعد بن أبي وقَّاص، كما صرَّح به في الرِّواية الآتية في (كتاب الدَّعَوات)، وقال (ط): هو من كلام الزُّهْرِي تفسيرًا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لكنِ البَائِسُ سَعْدُ بن خَوْلَة).

قال (ن): إنه قَول الأكثر، وكأن البُخاري أخَذ ترجمتَه من لفْظ: (يَرثي)، لكنْ نازعه الإِسْمَاعِيْليُّ أنَّ هذا ليس من مَراثي المَوتى، إنما هو إشفاقٌ من موته بمكة بعد هجْرته، كما يقال: أنا أَرْثي لك مما جَرَى عليك، أي: أتحزَّنُ، هذا مع كونه موقوفًا لا مرفوعًا.