للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقول: الدُّخان فلَم يُمكنْه؛ لأنه كان في لِسانه شيءٌ، قيل له: فهو الدجال الأَكبر؟، قال: لا، وكان وُلِدَ له وكان يَهوديًّا، وكان حَجَّ أيضًا، انتهى.

وزعم بعضهم أنه أراد أنْ يقولَ فزَجَره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أو أن ابن صَيَّاد هابَه، فلم يستطِع أن يُخرج الكلمة تامةً.

قال (خ): لا معنى للدُّخان هنا؛ لأنه ليس مما يُخبَّأ في كُمٍّ أو (١) كَفٍّ، بل الدُّخُّ نبتٌ موجودٌ بين النُّخيلات، إلا أن يكون معنى خبأت: أضْمَرتُ لك اسم الدُّخان.

والمشهور أنه أضمَر له آيةَ الدُّخان وهي: {فَارْتَقِبْ} الآية [الدخان: ١٠]، وقيل كانتْ مكتوبةً في يده - صلى الله عليه وسلم -، ولم يَهتدِ ابن صَيَّادٍ منها إلا لهذا اللَّفظ النَّاقص على عادة الكهَنة، ولهذا قال له: لن تُجاوِزَ قَدْرَك، أي: وقَدْرَ أمثالك من الكُهَّان الذين يخطِفون من إلقائه كلمةً من جملةٍ كثيرةٍ مختلطةٍ صدقًا وكذبًا بخلاف الأنبياء، فإنه يُوحَى إليهم ما يُوحى من علْم الغَيب، وتحقيق الحقائق واضِحًا جَليًّا، فلمَّا كان بلَغه ما يدَّعيه أراد بُطلان حاله للصَّحابة، وإنما كان الذي جَرى على لسانه في الجواب شيئًا ألقَاه الشَّيطان إليه حين سَمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يراجع به أصحابه.

قال (ش): وقيل: إنَّ الدَّجَّال يقتلُه عيسى بن مريم - عليه السلام -


(١) هنا ينتهي السقط من النسخة "ب"، والمشار إليه في (ص: ١٤١) من هذه المجلدة.