للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(تُصُدِّقَ) مبنيٌّ للمفعول، وفيه تَعَجُّبٌ وإنكارٌ.

(لك الحمدُ) قدِّم فيه الخبر للاختصاص.

(على زانية)؛ أي: على تَصَدُّقِي عليها، ووجْهُ حمدِه -ولا يكون الحمد إلا على جميل- أن ذلك لما كان بإرادة الله لا بإرادتي، وإرادةُ الله جميلةٌ حَسُنَ ذلك.

قلتُ: وقد يكون لَحَظَ ما سيأتي، وذلك قُربةٌ، فالحمد على تلك القُربة.

وأجاب الطِّيْبِي: لمَّا جزَم أن يتصدَّق على مستحِقٍّ ليس بعده أحق بدليل تنكير (صدقةٍ)، فحَمِد الله على أنه تصدَّق على ما لم يقدَّر أن يتصدَّق على مَن هو أسوأُ حالًا منه، أو أنه أجرَى: (لك الحمْدُ) مُجرَى (سُبحان الله) عند مشاهدة ما يُتعجَّب منه.

(أُتي) مبنيٌّ للمفعول، أي: رأَى في مَنامه، أو سَمعَ هاتفًا ملَكًا أو غيره، أو أفتى له عالِمٌ نبيٌّ أو غيره.

وفيه أن الله تعالى يُجري العبد على حسب نيَّته في الخير؛ لأنه قصَد بصدقته وجْهَ الله، فلم يضرَّه وضْعها فيمن لا يستحقُّ، وهذا في صدقة التطوُّع، أما الواجبة فلا تُجزئ لغنيٍّ، وفيه اعتبارٌ لمن تصدِّق عليه أن يتحوَّل عن الحال المذمومة إلى المحمودة، و (عَلَّ) تارةً تُستعمل كـ (لَعلَّ)، وتارةً كـ (كادَ).

* * *