للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٥٥٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَر، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّهُ قَالَ: "لَا يَقُلْ أَحَدكمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ. وَلْتقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلَايَ. وَلَا يَقُلْ أَحَدكمْ: عَبْدِي، أَمَتِي. وَلْيقُلْ: فتايَ، وَفتاتِي، وَغلَامِي".

الثاني:

(سيدي ومولاي) المناسب: لربِّك سيِّدك ومَولاك، لكنَّ الأوَّل خطابٌ للسَّادات، والثاني للمَماليك، أي: لا يَقول السيِّد للمَملوك: أَطْعِمْ ربَّك؛ إذ فيه نوعُ تكبُّر، كما لا يقول العبد لفظًا لا تعظيمَ فيه، بل يقول: أطعمتُ سيِّدي ومَولاي، ونحوه.

(الفتى) الشَّابُّ.

(الفتاة) الشَّابَّة، أمَّا قوله تعالى: {إِنَّهُ رَبِّي} [يوسف: ٢٣]، {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: ٤٢]، فشرْعُ مَن قبْلَنا، فكما لا ربَّ حقيقةً إلا الله، لا سيِّدَ ومَولى حقيقةً إلا الله، لكن جاز السيِّد دون الرَّبِّ، لأنَّ حقيقة الرُّبوبية مختصةٌ بالله تعالى دون السِّيادة، لأنها ظاهرةٌ، فإنَّ بعض الناس ساداتٌ على آخَرين، وجاء المولى لمعانٍ بعضها لا يصحُّ إلا على المَخلوق.

قال (خ): لا يُقال: أطعِمْ ربَّك، لأنَّ العبد مربوبٌ مأمورٌ بإخلاص التوحيد، وتركِ الإشراك، فكُره له المضاهاة بالاسم، أمّا غيره من حيوانٍ وجمادٍ فلا بأس بإطلاق الاسم عليه مع الإضافة، نحو: ربُّ الدار والدابَّة، فلا يُمنع العبد من قول: سيدي ومولاي، لأنه مرجع السيادة،