للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(آمنت) ليس هذا مبتدأَ إيمانِه؛ لأنَّ ما وقع بينهما ليس فيه إلا إيمانٌ يُفيد التأْكيد لا معجزة قد وجدت بسببها أُنشأَ الإيمان، فوجب أن يُقال: إنما أتى مُؤمنًا عارفا بنبوَّته عالمًا بمعجزته، ولهذا لم يسأل إلا عن تعميم الرِّسالة، وعن شرائع الإسلام لا عن أَصله، ولكنه لم يذكر الحجَّ إما لأنَّه قبل وقته، وإما لأن الرجل غير مُستطيعٍ، أو لأنَّه كان معلومًا عندهم من شريعة إبراهيم - عليه السلام - أو نحو ذلك.

وكونه جاء مُسلمًا هو ظاهر إيراد البخاري حديثَه في الترجمة، فجاء يعرِض ما سمعه عنه بواسطةٍ، نعم، ابن إسحاق ساق الحديث مَبْسوطًا بزياداتٍ:

منها: أنَّه لما فَرغ من أسئلته قال: أَشهدُ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا عبده ورسولَه، وظاهره أنَّه، إنما أسلَم حينئذٍ، ولهذا بوَّب عليه أبو داود: (باب المُشرك يدخُل المسجد).

وقال (ع): الظاهر أنَّ إسلامه كان بعد أن أتى، ولهذا في "مسلم": (وزَعَمَ رَسُولُكَ)، وفي حديث ابن عبَّاس: (فلمَّا فَرَغَ تَشهَّدَ).

قلتُ: الظاهر الأول، وما ذكر كلُّه يمكن تأْويله جمعًا بين الروايات.

وزعم (ك) أنَّ (ع) قال: إنَّ هذا الرجل لم يأتِ إلا مُسلمًا، وأنَّه جاء مستَثْبِتًا ومُشافِهًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو خلف ما ذَكَر.

(مَنْ ورائي) بفتح الميم.