للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثّاني عشر:

(بالسُّنُح) بضم المهملة، والنون، وكان أبو ذَرٍّ يقول: بسكون النون، والحاء المهملة: موضع من عوالي المدينة.

(إلا ذاك)؛ أي: عدم الموت حينئذ.

(بأبي)؛ أي: مُفدَّى بأبي، فإن قيل: مذهب أهل السنة أن في القبر حياةً وموتًا، فلا بد من ذوق الموتتين؟ قيل: المراد نفي الموت اللازم الّذي أثبته عُمر بقوله: ليبعثنه الله في الدنيا؛ لقطع أيدي القائلين بموته، فليس نفي موت عالم البرزخ، وسبق أول (الجنائز).

ويحتمل أن يُراد: أن حياتك في القبر لا يتعقبها موت، فلا تذوق مشقة الموت مرتين، بخلاف سائر الخلق، فإنهم يموتون في القبر، ثمّ يحيون يوم القيامة، وإنما جاز لعُمر أن يحلف لما في ظنه الغالب، حيث أدى اجتهاده إليه، أو من شدة ما دَهَمَه من سماع أنه مات، وعظم المصاب؛ نعم في "سيرة ابن إسحاق" عن ابن عبّاس: كنت أمشي مع عُمر في خلافته، وما معه غيري، وبيده الدِّرَّة، وهو يحدث نفسه، ويضرب وجه قدميه بدِرَّته، فالتفت إليَّ وقال: يا ابن عبّاس! هل تدري ما حملني على مقالتي يوم تُوفي النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: لا، قال: هو قوله تعالى: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: ١٤٣]، فكنت أظن أنه يبقى في أُمته حتّى يشهد عليها في آخر أعمالها. وبهذا يزول الإشكال في نفي موته، والحلف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>