للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَضَتْ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبْصِرُوهَا؛ فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ سَابغَ الأَلْيَتَيْنِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، فَهْوَ لِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ"، فَجَاءَتْ بِهِ كَذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلَا مَا مَضَى مِنْ كتَابِ اللهِ، لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ".

(أن هلال) قيل: لم يَذكُر هلالًا في هذا إلا هِشَام، وهو غلَطٌ، والدَّليل عليه أنَّ القاسِم بن محمَّد رَوى هذا الحديثَ عن ابن عبَّاس، فذكَر فيه العَجْلانيَّ، وكذلك ذكَر ابنُ عُمر العَجْلانيَّ في حديث اللِّعان كما ذكَر سَهْل بن سَعْدٍ، فاتفقَت الطُّرُق على العَجْلاني، وهو عُوَيْمِر، فصحَّ بذلك غلَطُ هِشَام، وأيضَا فإنَّ هِشَامًا ذكَر شَرِيْك بن سَحْماء، ولم يَرِد في طُرُق البخاري ذلك.

وعلى تقدير صحَّتهما معًا مع تَنافيهما فإنَّ كلًّا يَقتضي أنَّ ذاك هو الذي نزَلت فيه الآيةُ، وقضَى فيه، فنقول: قال (ن): اختُلف في نزُول آية اللِّعان هل هي في هِلال، أو عُوَيْمِر؟، الأكثرَ على أنَّه هِلال، وقوله - صلى الله عليه وسلم - لعُوَيْمِر: (أَنْزَل اللهُ فيكَ وفي صاحِبَتِك)، فقالوا: مَعناهُ الإشارةُ إلى ما نزَل في هلال؛ لأنَّ الحُكْمَ عامٌّ لجميع الناس.

قال: قلتُ: ويَحتمل أنَّها نزلتْ فيهما جميعًا، سأَلا في وقتَين مُتقاربَين، فنَزلت الآيةُ فيهما، وسبَق هلالٌ باللِّعان.

(البينة) نصب بفِعل مُضمَرٍ، أي: أَحضِرْ، ويُروى بالرفع.

(فشهد)؛ أي: شَهاداتِ اللِّعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>