للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمُتَكَلِّفِينَ} فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا رَأَى قُرَيْشًا اسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهم بِسَبْعٍ كسَبع يُوسُفَ"، فَأخَذَتْهُمُ السَّنَةُ حَتَّى حَصَّتْ كُلَّ شَيْء، حَتَّى أكَلُوا الْعِظَامَ وَالْجُلُودَ، فَقَالَ أَحَدُهمْ: حَتَّى أكلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ، وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنَ الأَزضِ كَهيْئَةِ الدُّخَانِ، فَأتاهُ أَئو سفْيَانَ، فَقَالَ: أَيْ مُحَمَّدُ! إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هلَكُوا، فَادعُ الله أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُم، فَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: "تَعُودُوا بَعدَ هذَا".

فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ: ثُمَّ قَرَأَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إِلَى: {عَائِدُونَ}، أَيُكْشَفُ عَذَابُ الآخِرَةِ؟! فَقَد مَضَى الدُّخَان وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ، وَقَالَ أَحَدُهُمُ: الْقَمَرُ، وَقَالَ الآخَرُ: الرُّومُ.

(يخرج من الأرض) لا يُنافي ما في الرِّواية الأُخرى: (فكانَ يَرى بينَه وبين السَّماء مِثْل الدُّخان)؛ لأنَّ المَبدأ من الأَرض، ومُنتهاهُ، ومَوقفُه ذلك، وهذا الخُروج حقيقةً، وأما إضافتُه إلى الجُوع حيث قال: يَرَى من الجُوع، فإنَّه يقتضي أن يكون أمرًا مُتخيَّلًا لهم لشِدَّة حَرارة الجُوع، فلا يُنافيه؛ لجَواز اجتِماع الأَمرَين، يَخرُج من الأرض، ويتخيَّلون مثلَه أيضًا من الجُوع، أو أنَّ خُروجه من الأرض باعتبارِ خَيالهم من شِدَّة المَخمَصة.

(وقال أحدهم) القياس أحدُهما، أي: سُليمان ومَنْصور، فيحتمل أنَّه على: أقل الجمْع اثنان.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>