للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنس بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: حَزِنْتُ عَلَى مَنْ أُصِيبَ بِالْحَرَّةِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ زيدُ بْنُ أَرْقَمَ وَبَلَغَهُ شِدَّةُ حُزْني، يَذْكرُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ" -وَشَكَّ ابْنُ الْفَضْلِ فِي: أَبْنَاءِ أبنَاءِ الأَنْصَارِ- فَسَأَلَ أَنسًا بَعْضُ مَنْ كانَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَقُولُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هذَا الَّذِي أَوْفَى اللهُ لَهُ بِأُذُنِهِ".

(حَزِنت) بكسر الزَّاي.

(بالحرة)؛ أي: اللَّابَة التي حَول المَدينة، وقَع فيها حربٌ بين عَسكَر يَزيد بن مُعاوية وأهلِ المَدينة.

(فسأل أنسًا بعض من كان عنده)؛ أي: سأَلَه عن حال زَيدٍ.

قال القَابِسِيُّ: هو الصَّواب خِلافًا لمَا يقع: (أنسٌ) بالرَّفْع، و (بعضَ) بالنصب.

(بأُذنه) بضم الهمزة، وسُكون الذال، ورُوي بفتحهما، أي: أَظهر صِدقَه في إظهاره عما سَمعتْ أُذْنه، يعني: فسمعه على مجرَى قوله: {سميعٌ عَلِيُمُ} [البقرة: ١٨١]، وذلك أنَّه لمَّا حكَى لرسول - صلى الله عليه وسلم - قَولَ ابن سَلُول قال - صلى الله عليه وسلم -: (لعلَّه أَخطأَ سَمعُك)، قال: لا، فلمَّا نزَلَتِ الآيةُ لَحِقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - زيدًا مِن خَلْفه، فَعَرَكَ أُذْنَه، وقال: (وَفَّتْ أُذنُك، يا غُلامُ).

قال (ك) كأنَّه جعَل أُذُنه في السَّماع كالضَّامنة تصديقَ ما سمعتْ، فلمّا نزلَ القرآنُ به صارتْ كأنَّها وافيةٌ بضَمانها.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>