للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَعِيدِ بْنِ فُلَانٍ هُوَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوداءٌ صغِيرَةٌ، فَقَالَ: "مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُو هَذِهِ"، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالَ: "ائتوني بِأُمِّ خَالِدٍ"، فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ، فَأَلْبَسَهَا وَقَالَ: "أَبْلِي وَأَخْلِقِي"، وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ، فَقَالَ: "يَا أُمَّ خَالِدٍ! هَذَا سَنَاهْ"، وَسَنَاهْ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنٌ.

الحديث الأول:

(يا أُمَّ خالد) اسمها: أَمَة -بفتح الهمزة والميم- بنتُ خالد بن العاصي، ولها ابنٌ يُسمى: خالد بن الزُّبَير بن العَوَّام، فخالدٌ أبوها، وخالدٌ ابنُها أسديٌّ.

(أَبلِي) من: أَبلَيتُ الثوبَ: إذا جعلتُه عتيقًا.

(وأَخلِقِي) ثلاثيًّا ومزيدًا فيه بمعناه، لكن عُطِفَ عليه لتغايرهما لفظًا.

(سَنَاهْ) بفتح المهملة وخفة النون وسكون الهاء: كلمةٌ حَبَشيةٌ، وسبق في (كتاب الجهاد) في (باب مَن تكلَّم بالفارسية): (سَنَهْ) بلا ألفٍ، أي: حسنة، ولعلها هي التي عُرِّبَتْ بزيادة الحاء، وإنما تكلَّم النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بذلك استمالةً لقلبها؛ لأنها كانت وُلدت بأرض الحبشة، ولا منافاةَ بين هذا وبين ما ذُكر هناك أنها قالت: أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وعليَّ قميصٌ أصفرُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (سَنَه سَنَه)، ثم قال: (أَبلِي وأَخلِقِي)،

<<  <  ج: ص:  >  >>