للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لسانه شيءٌ، ولا معنى للدخان هنا؛ لأنه ليس مما يُخبَأ في الكُمِّ أو الكفِّ، بل الدُّخُّ نبتٌ بين النخيلات، إلا أن يكونَ المرادُ بـ (خبأت): أَضمَرتُ اسمَ الدخان أو آيةَ الدخان، وهي: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: ١٠]، وهو لم يَهتدِ منها إلا لهذا اللفظ الناقص على عادة الكَهَنة، ولهذا قال: (لن تجاوزَ قَدرَك)، أي: وقَدْرَ أمثالك من الكُهَّان الذين يحفظون من الشياطين كلمةً واحدةً من جملةٍ كثيرةٍ مختلطةٍ صدقًا وكذبًا، بخلاف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فإنه

يُوحَى إليهم من علم الغَيب واضحًا جليًّا.

(إن يكن هو) لفظ (هو) تأكيدٌ للضمير المستتر، أو وَضعَ (هو) موضعَ إياه، وهو راجعٌ إلى الدجَّال، وإن لم يتقدَّم ذِكرُه لشهرته، وإنما مَنعَ - صلى الله عليه وسلم - عُمرَ من ضرب عنقِه، وهو يدَّعي النبوَّةَ بحضرته، لأنه دونَ البُلوغ، أو في أيام مُهادنة اليهود.

(يَؤُمَّان): يقصدان.

(يَخْتِل) بسكون المعجمة وكسر المثناة، أي: يَطلُبُ مستغفلًا له؛ ليَسمعَ شيئًا من كلامه في خلوته؛ ليُظهرَ للصحابة أنه كاهنٌ.

(قَطِيفة): كِسَاء له خَملٌ.

(رَمرَمة) بالراء المكررة: هو الصوت الخفي؛ وكذا بالزاي، وفي بعضها: (رمزة)، أي: إشارة، وفي بعضها: (زمرة)، من المزمار.

(صاف) بمهملة وفاء.

(بَيَّنَ)؛ أي: باختلاف كلامه ما يُهوِّنُ عليكم شأنَه، وسبق

<<  <  ج: ص:  >  >>