للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحَرَامِ؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَال: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَال: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".

[انظر: ٦٧ - مسلم: ١٦٧٩ - فتح: ٣/ ٥٧٣]

(أبو عامرٍ) هو عبدُ الملكِ بنُ عمروٍ العقديُّ. (قرَّة) بتشديد الراء ابن خالد السدوسي. (عن أبي بكرةَ) نفيعٍ بنِ الحارثِ. و (رجل) بالرفع عطف على (عبد الرحمن). (حميد) بدلق من رجلٍ، أو عطفُ بيان له. (قلنا: الله ورسولهُ أعلمُ) فيه: مراعاةُ الأدب، والتوقفُ فيما لا يعلمُ الغرض من السؤال عنه، واستشكل تركهم ما سئلوا عنه بذكرهم له في خبر ابن عباس السابق.

وأجيب: بأنَّ المجيبَ بالتعيين بعضُهم دون بعضٍ، وبأن في حديث أبي بكرةَ فخامةً ليست في حديث ابن عباس لزيادة (أتدرون؟) فلم يجيبوا فيه بالتعيين بخلاف حديث ابن عباس. (يومَ النحر) بالنصب خبرُ ليس [أي: أليس اليوم يوم النحر] (١)، ويجوزُ الرفعُ على أنَّه اسمُها، والخبرُ محذوف، أي: أليس يومَ النحرِ هذا اليوم؟ (فقال: أليس) في نسخةٍ: "قال" بإسقاط الفاء. و (أليس ذا الحجَّةِ) بالنصب، وفي نسخةٍ: "ذو الحجةِ" بالرفع وتوجيهها يُعرفُ مما مر آنفًا. (أليست بالبلدةِ الحرامِ) بتأنيث (البلدة) وتذكير (الحرام) الذي هو صفتُها، واستشكل الجمع بينهما.

وأجيب: بأنَّ الحرامَ اضمحل منه معنى الوصفية وصار اسمًا،


(١) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>