للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من التنازع. (صدقًا) خرج به شهادة المنافق. (من قلبه) يحتمل تعلقه بـ (صدقًا) فالشهادة لفظية، وبـ (يشهد) (١) فالشهادة قلبية، فمعنى الأول: يشهد بلفظه، ويصدق بقلبه، ومعنى الثاني: يشهد بقلبه، ويصدق بلفظه.

(إلا حرَّمه) أي: منعه، كما في {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} [الأنبياء: ٩٥] ومعناه: حرَّم الله النَّار عليه، والاستثناء من أعم عام الصفات، أي: ما أحدٌ يشهد كائنًا بصفة إلا بصفة التحريم، ثم التحريم مقيد بمن أتى بالشهادتين ثم مات ولم يعص بعد إتيانه بهما، أو المراد: تحريم الخلود لا أصل الدخول، وإلا فمعلوم أن عصاة ممن أتى بهما يدخلون النار، ثم يخرجون منها بالشفاعة، أو بفضل الله تعالى.

(أفلا أخبر به؟) العطف على مقدَّر، أي: أقلت ذلك فلا أخبر به؟. (فيستبشروا) بحذف النون (٢)، جواب الاستفهام، أو النفي (٣)، وفي نسخة: بإثباتها، أي: فهم يستبشرون (٤)، والبشارة: الخبر الأول السار الصادق؛ لظهور أثر السرور فيه على البشرة.

(إذًا) جواب لمقدر، أي: إن أخبرتهم (٥) (إذا يتكلوا) بتشديد


(١) أي ويحتمل تعلقه بـ (يشهد).
(٢) على نصب الفعل في جواب الاستفهام بعد فاء السببية.
(٣) وكونه جوابًا للاستفهام أظْهرُ.
(٤) على أن جملة: (يستبشرون) خبر لمبتدأ محذوف.
(٥) لا تكون (إذًا) في جواب الشرط، إنما تكون ناصبة للمضارع بشروط نحو: أنا آتيك، فتقول: إذن أكرمَك. ومذهب الجمهور أن إذن حرف، وذهب بعض الكوفيين إلى أنها اسم، ومذهب الأكثرين: أنها بسيطة، وذهب الخليل في أحد أقواله: إلى أنها مركبة من (إذ)، و (أن).
ومذهب الجمهور: الوقف عليها بالألف لشبهها بالمنوَّن المنصوب،

<<  <  ج: ص:  >  >>