للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جردت من نفسها شخصًا فأسندت إليه التغطية، والأصل: فغطيت وجهي. (تعني: وجهها) بالتاء الفوقية، أي: قال عروة، أو غير ذلك.

(أو تحتلم؟) العطف على مقدر أي: اتربها المرأة الماء وتحتلم بحذف همزة الاستفهام (١). (تربت يمينك) بكسر الراءِ، أي: افتقرت وصارت على التراب، وهي كلمة جارية على ألسنة العرب، لا


في السماحة. ومنها: ما يكون بفي الداخلة على المنتزع منه نحو قوله تعالى: {لهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ}، ومنها: ما يكون بغير توسط حرف نحو قوله:
فلئن بقيت لأرحلن بغزوة ... تحوي الغنائم أو يموت كريم
يعني نفسه انتزع منه نفسًا كريمة، مبالغة في كرمه، ومنها: مخاطبة الإنسان نفسه نحو المثال الذي معنا في الحديث فكأنها جردت من نفسها شخصًا فأسندت إليه التغطية، ونحو قول الشاعر:
لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
حيث انتزع من نفسه شخصًا آخر مثله في فقد الخيل والمال. أهـ بتصرف. انظر: "أسرار البلاغة" ص ٣٣٥، "شرح عقود الجمان" ص ١٤٠ - ١٤١.
(١) الهمزة: أصل أدوات الاستفهام، ولأصالتها استأثرت بأمور منها تمام التصدير بتقديمها على الفاء والواو وثم، كما في الحديث (أو تحتلم) وكان الأصل في ذلك تقديم حرف العطف على الهمزة لأنها من الجملة المعطوفة، لكن راعوا أصالة الهمزة في أستحقاف التصدير فقدموها. والنحاة في حذف همزة الاستفهام على قولين:
أحدهما: أن حذفها لأمن اللبس ضرورة. وهلذا قول سيبويه والمبرد وغيرهما.
الثاني: جواز حذفها في الاختيار وهو مذهب الأخفش واختاره الزمخشري، وابن مالك، والمرادي، وغيرهم ومما جاء على حذفها قوله - صلى الله عليه وسلم - "يا أبا ذر عيَّرته بأمه" وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن زنى وإن سرق".

<<  <  ج: ص:  >  >>