للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا".

[٦٥٤، ٧٢١، ٣٦٨٩ - مسلم: ٤٣٧ - فتح: ٢/ ٩٦]

(عن سُمي) بضم المهملة، وفتح الميم، وتشديد التحتية. (عن أبي صالح) الزيات.

(لو يعلم الناس) وضع المضارع موضع الماضي؛ ليفيد استمرار العلم. (ما في النداءِ والصف الأول) مفعول (يعلم)، وأبهم فيه الفضيلة؛ ليفيد ضربًا من المبالغة، وإنَّه مما لا يدخل تحت الوصف. (لا يجدون) في نسخة: "لم يجدوا"، وفي أخرى: "لا يجدوا" بحذف النون، وهو ثابت لغةً، وإن كان قليلًا (١). (إلا أن يستهموا) أي يقترعوا.


(١) جاء ذلك بحذف النون من الفعل مع (لا) النافية، ومثله قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا" وقيل في تخريج مثل ذلك أقوال:

١ - أن حذف النون لغة معروفة صحيحة نصَّ عليها النووي -رحمه الله- والسجاعي في حاشيته على "قطر الندى". ولعلَّ هذا ما قصده المصنف بقوله: وهو ثابتٌ لغة.

٢ - أنَّ حذف النون هنا لمجرد التخفيف، وهذا ثابتٌ في الكلام الفصيح.

٣ - أنَّ (لا) النافية عملت الجزم حملًا على (لم) الجازمة.

٤ - أنَّ (لا) النافية عملت الجزم حملًا على (لا) الناهية.

٥ - أنَّ حذف النون نوع من الضرورة النثرية، جاءت على نسق الضرورة الشعرية.
وهناك أحاديث أخرى جاءت على هلذه الصورة أي: على حذف النون من الفعل من غير سبب نحوي ظاهر. منها قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وأصبحوا يعلمونا كتاب الله". =

<<  <  ج: ص:  >  >>