للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله - صلى الله عليه وسلم -. وَفِي الْفعْلِيّ كَقَوْل الصَّحَابِيّ رَأَيْت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل كَذَا، أَو عَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ فَعَلَ كَذَا. (١)

المرفوع الْحُكْمِيّ: كإخبار الصَّحَابِيّ الَّذِي لم يُحَدِّثْ عَنْ أَهْلِ الكِتَابِ مَا لا مجَال للاجْتِهَاد فِيهِ عَن الأَحْوَال الْمَاضِيَة كأخبار الأَنْبِيَاء، أَو الآتِيَة كالملاحم والفتن وأهوال يَوْم الْقِيَامَة، أَو عَن تَرَتُّبِ ثَوَابٍ مَخْصُوصٍ، أَو عِقَابٍ مَخْصُوصٍ عَلَى فعلٍ؛ فَإِنَّهُ لا سَبِيل إِلَيْهِ إِلا السَّماع مِنَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، أَو يخبر الصَّحَابِيّ بِأَنَّهُم كَانُوا يَفْعَلُونَ كَذَا فِي زمَان النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -. (٢)

وجديرٌ بِنَا فِي هذا الموضع أَنْ نَذْكُر الحديث الْمَوقُوف وإن أخَّرَه النَّاظمُ؛ فإنَّ الأشياء تَشْرُف بما تتعلق به والحديث الْمَوقُوف متعلق بالصَّحابة وهم بلا خِلاف أفضل الأمَّة على الإطلاق، فَحَدُّ الحديث الْمَوقُوف هو: مَا أُضِيف إلى الصَّحابِي من قَولِهِ أو من فِعْلِهِ ولم يكن له حُكم الرَّفع، سَوَاء اتَّصَلَ إسْنَاده إليه أم انْقَطع.

والصَّحابِي: هو كُلُّ مَنْ لَقِي النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا وَقْتَ لِقَائهِ به ومَاتَ عَلَى ذَلِكَ. فَمَنْ سَمِعَ من النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَالَ كُفْرِهِ ثم أَسْلَم بعد وفَاتِهِ - صلى الله عليه وسلم - فليس صَحَابِيًا. (٣)

مثال الْمَوقُوف القَوْلِي: كَقَولِ عَوْفِ بْنِ مَالكٍ الأَشْجَعِىّ - رضي الله عنه -: "فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ، فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ". (٤)


(١) مقدمة ابن الصلاح، (ص ٤٥).
(٢) نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، لابن حجر العسقلاني (ت: ٨٥٢ هـ)، مطبعة سفير بالرياض ١٤٢٢ هـ، ق: عبد الله بن ضيف الله الرحيلي (ص ١٣٢).
(٣) المصدر نفسه، (ص ١٤٠).
(٤) الوقوف على الموقوف، لابن حجر العسقلاني، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت ١٤٠٦ هـ، ق: عبد الله الليثي الأنصاري، (ص ٢٥).

<<  <   >  >>