للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٠٤٨ - حدثنا أبو داود الحَرَّاني (١)، والدَّنْدَاني (٢)، وأبو الأحوص (٣)، قالوا: حدثنا أبو الوليد (٤)، حدثنا أبو عوانة (٥)، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: "إن رجلا كان فيمن سلف رغسه (٦) الله مالا وولدا، فلما حضره الموت جمع بنيه، فقال: يا بني! أي أب كنت لكم؟ قالوا:

⦗١٦٠⦘

خير أب، قال: فإني والله ما أبتئر (٧) عند الله خيرا قط، وإن الله ﷿ إنْ يقدر عليه يعذبه، فإذا أنا مت فأحرقوني، فإذا صرت حمُمًا (٨) فأسحقوني، ثم أذروني في ريح عاصف، قال: فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي، ففعلوه وَرِبّي، فلما مات أحرقوه، فلما صار حمُمًا أسحَقُوه، ثم ذَرُوْه (٩) في ريح عاصف، قال: فقال له ربه ﷿: كن، فإذا هو رجل، قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: خشيَتُك، قال:، قال: فوالذي نفسي بيده! إنْ تلقَّاه غيرَ أن غفر له (١٠) " (١١).


(١) سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم.
(٢) موسى بن سعيد بن النعمان الثغري، الطرسوسي.
(٣) إسماعيل بن إبراهيم بن الوليد الإسفراييني.
(٤) هشام بن عبد الملك الطيالسي، البصري.
(٥) الوضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم.
(٦) أي أعطاه ووسع له، وسيأتي تفسيرها في الحديث الآتي، انظر: النهاية (٢/ ٢٣٨)، شرح صحيح مسلم للنووي (١٧/ ١١٦).
(٧) بهمزة بعد التاء، أي لم أدخر، وسيأتي تفسير قتادة لها بذلك في الحديث الآتي، وانظر شرح صحيح مسلم للنووي (١٧/ ١١٤).
(٨) أي فَحْما، جمع الحُمَمَة. انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (مادة: ح م م، ١/ ٢٠١)، النهاية لابن الأثير (مادة حمم، ١/ ٤٤٤)، مختار الصحاح (ص: ٨٢).
(٩) أي ألقَوه، وفرَّقوه نسفا. يقال فيه: ذراه يذريه، وذراه يذروه. انظر: الصحاح للجوهري (٦/ ٢٣٤٥)، المصباح المنير للفيومي (ذ ر و، ١/ ٢٠٨).
(١٠) إن نافية، وغير بمعنى إلا، أي ما تلقاه إلا وغفر له.
(١١) أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب سعة رحمة الله، ٤/ ٢١١٠، ح: ٢٨ - ٢٧٥٧)، عن ابن المثنى عن أبي الوليد الطيالسي به، وأحال متنه على حديث شعبة عن قتادة.
وهو متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، ٤/ ١٧٦/ ٣٤٧٨) عن أبي الوليد به نحوه.
وفيه من فوائد الاستخراج:
١ - بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
٢ - العلو النسبي بالمساواة، فقد ساوى فيه مسلما، وكأنه صافح ابنَ المثنى شيخَ مسلم.