للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٦٤٩ - حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة، عن يسير بن جابر قال: "كنا عند عبد الله بن مسعود فهبَّت ريحٌ حمراءُ، فجاء رجلٌ ليس له هِجِّيرٌ إلا أن يقول: يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعةُ! قال: وكان متكئًا فجلس، فقال: إنَّ الساعةَ لا تقوم حتى لا يقسمَ ميراثٌ، ولا يفرح بغنيمةٍ، ثم قال: عدوٌّ للمسلمين -قال: وضرب بيدِه نحوَ الشام- قال: قلتُ: الرومَ تعنى؟ قال: نعم، عدوٌّ للمسلمين يجمع لهم المسلمون، قال: قال عند ذلكم العدل (١) رِدَّةٌ شديدةٌ، قال: قيلتقون فيقتتلون، قال: فيشترط شُرْطَةً (٢) للموت،

⦗٩٦⦘

لا ترجع إلا وهي غالبة، فيحجز بينهم الليل، ويفيء (٣) هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غيرُ غالبٍ، وتفنى الشرطةُ، فإذا كان يوم الثاني تشرط شرطة للموت، لا ترجع إلا وهي غالبةٌ، قال: فيحجز بينهم الليلُ، ويفيء هؤلاء وهؤلاء، وكل غيرُ غالبٍ، قال: وتفنى الشرطة، قال: وذكر يوم الثالث مثل ذلك، فإذا كان يوم الرابع نَهَد (٤) المسلمون، فيفتح لهم، فيفقد بنو الأب الذين كانوا يَتَعادُّون (٥) إلى مائةٍ فلا يوجد منهم إلا رجلٌ واحدٌ. فأي ميراثٍ يُقسم؟ وأي غنيمةٍ تُفرح؟ قال: فبينما هم كذلك، إذْ أتاهم أمرٌ أكبر من ذلك، إذ أتاهم الصَّريخُ: إنَّ الدجالَ قد خلف فى ذراريهم، فقال رسول الله Object: فيبعثون عشرةَ فوارسَ طليعةً (٦)، إني لأعرف أسماءَهم، وأسماءَ آبائهم، وألوانَ خُيولهم، هم خيرُ عصابةٍ على وجه الأرض، أو من خير عصابةٍ على وجه الأرض" (٧).


(١) كلمة (العدل) غير واضحة في الأصل، وفي صحيح مسلم: (وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة).
(٢) الشرطة -بضم الشين، وسكون الراء-: أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة. انظر: مشارق الأنوار (٢/ ٢٤٧)، النهاية (٢/ ٤٦٠).
(٣) أي: يرجع. انظر: النهاية (٣/ ٤٨٢).
(٤) أي ينهض. ونهد القوم لعدوهم، إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله. انظر: النهاية (٥/ ١٣٤).
(٥) أي: يَعُدُّ بعضهم بعضا. انظر: النهاية (٣/ ١٨٩).
(٦) أي: متقدمة تتطلع على أمر العدو وتشرف على أخباره. انظر: مشارق الأنوار (١/ ٣١٩).
(٧) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال (٤/ ٢٢٢٣، حديث رقم ٣٧) من طريق حميد بن هلال، به.