للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٩٥٩ - أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أبنا ابنُ وهب، أن مالكا (١) حدثه، عن داود بن الحصين (٢)،

⦗٢٦٢⦘ عن أبي سفيان (٣)

⦗٢٦٣⦘مولى ابنِ أبي أحمد (٤) - قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: "صلّى لنا رسولُ الله ﷺ العصرَ (٥)، فسلَّم في ركعتين،

⦗٢٦٤⦘ فقال (٦) ذو اليدين: "أقُصِرَتِ الصلاةُ يا رسولَ الله أم نَسِيْتَ فقال رسولُ الله ﷺ: "كلُّ ذلك لم يكن (٧) " فقال: قد كان بعضُ ذلك يا رسولَ الله"، فأقبل رسولُ الله ﷺ على الناس؛ فقال: "صدق ذو اليدين"؟ قالوا (٨): "نعم"، فأتمَّ رسولُ الله ﷺ ما بَقِيَ عليه من الصلاة، ثم سَجَدَ سَجْدَتَيْن وهو جالسٌ بعد التَّسْلِيْمِ" (٩).


(١) في "الأصل": "أن مالك " -بدون النصب- والمثبت من (ل).
و"مالك" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه الأخير عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، به، بنحوه. كتاب المساجد، باب: السهو في الصلاة والسجود له، (١/ ٤٠٤) برقم (٥٧٣/ ٩٩).
(٢) هو القرشي مولاهم أَبو سليمان المدني. (١٣٥ هـ)، "ع". وثقه: ابنُ معين، وابن إسحاق، وابن سعد، وأحمد بن صالح، والعجلي.
وقال سفيان بن عيينة: "كنا نتقي حديث داود بن الحصين". وقال ابن المدينى: "ما روى عن عكرمة فمنكر الحديث". وقال أَبو زرعة: "ليّن". وقال أَبو حاتم: "ليس بالقوي، ولولا أن مالكًا روى عنه لتُرك حديثه". وقال أَبو داود: "أحاديثه عن عكرمة مناكير، وأحاديثه عن شيوخه مستقيمة". وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال الساجي: "منكر الحديث، متّهم برأي الخوارج". وقال ابن عدي: "صالح الحديث إذا روى عنه ثقة". وقال: "له حديث صالح، إذا روى عنه ثقة فهو صحيح الرواية، إلا أن يروي عنه ضعيف فيكون البلاء منهم لا منه .... ". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "وكان يذهب مذهب الشُّراة، كل من ترك حديثه على الإطلاق وهم، لأنه لم =
⦗٢٦٢⦘ = يكن بداعية إلى مذهبه … ". وقال الذهبي:
أ- في "الديوان": "ثقة قدري، ليّنه أَبو زرعة".
ب- في كتابه "من تكلم فيه وهو موثق": "ثقة مشهور له غرائب تستنكر". ووثقه الحافظ ابن القيم مطلقًا. [تهذيب مختصر سنن أبي داود (٣/ ١٥٤]. وقال الحافظ في "الهدي" بعد ما ساق الأقوال فيه: "روى له البخاري حديثًا واحدًا من رواية مالك عنه، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، عن أبي هريرة، في العرايا، وله شواهد". وقال في "التقريب": "ثقة إلا في عكرمة، ورمي برأي الخوارج".
وقد ذكره صاحب "الثقات الذين ضُعّفُوا في بعض شيوخهم" (ص ١٥٤ - ١٥٩) وبحث فيه بحثًا مستفيضا، وخلُص إلى القول بتوثيقه مطلقًا -عن عكرمة أو غيره- إذا روى عنه ثقة، وهذا نفس قول ابن عدي في (كامله) كما سبق.
والنفس إلى قول الحافظ أميل لموافقته لجلّ الأقوال المتقدمة عن الأئمة. والله تعالى أعلم. انظر: طبقات ابن سعد (٥/ ٤١٤)، تاريخ ابن معين -برواية الدوري (٢/ ١٥٢)، ثقات العجلي (٣٩٢) (ص ١٤٧)، الجرح والتعديل (٣/ ٤٠٩)، الثقات لابن حبان (٦/ ٢٨٤)، الكامل (٣/ ٩٢ - ٩٣)، تهذيب الكمال (٨/ ٣٨٠ - ٣٨١)، ديوان الضعفاء للذهبي (١٣١١) (ص ١٢٤)، من تُكُلِّم فيه وهو موثَّق (١٢٤) (ص ١٠٥)، هدي الساري (ص ٤٢١)، التقريب (ص ٢٩٨).
(٣) قال الدارقطني: "اسمه: وهب". وقيل: اسمه قُرْمان -بضم القاف-. وقال ابن عبد البر: "ولا يصح له اسم غير كنيته".
وثقه ابن سعد، والدارقطني، وابن حبان -حيث ذكره في الثقات- والذهبي، وابن حجر، وزاد الأخير: "من الثالثة". ع. انظر: طبقات ابن سعد (٥/ ٢٣٥)، الثقات لابن حبان (٥/ ٥٦١)، سؤالات البرقاني (ص ٧٦)، (٥٨٨)، الاستغناء في معرفة =
⦗٢٦٣⦘ = المشهورين من حملة العلم بالكنى لابن عبد البر (١٠٩٨) (٢/ ٩١٢) و (٢٤٢٥) (٣/ ١٥٦٥ - ١٥٦٦)، تهذيب الكمال (٣٣/ ٣٦٤)، الكاشف (٢/ ٤٣٠)، تهذيب التهذيب (١٢/ ١٢٤ - ١٢٥)، التقريب (ص ٦٤٥).
(٤) اسمه: عبد الله، ولم يكن ولاء أبي سفيان لعبد الله هذا، إنما قيل له: مولاه؛ لكثرة ملازمته له. الثقات (٥/ ٥٦١)، تهذيب الكمال (٣٣/ ٣٦٤).
(٥) كذا في هذه الطريق عن أبي سفيان، عن أبي هريرة بلفظ "العصر" بغير الشك.
وعند البخاري (٧١٥) عن أبي الوليد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بلفظ: "الظهر" بغير الشك.
كذلك عند المصنف برقم (١٩٦٢) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به، بلفظ: "الظهر"، بدون الشك.
وقد مرّ عند المصنف برقم (١٩٥٦) بلفظ: "إحدى صلاتي العشي، إما الظهر، وإما العصر، وأكثر علمي أنها العصر"، من رواية ابن سيرين.
وفي البخاري (٤٨٢)، في "المساجد" باب: تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، من طريق النضر ابن شميل، عن ابن عون، عن ابن سيرين، به، بلفظ: وإحدى صلاتي العشي"، قال ابن سيرين: "سماها أَبو هريرة، ولكن نسيت أنا".
وفي النسائي، من طريق يزيد بن زريع عن ابن عون، به، بلفظ: "إحدى صلاتي العشي، قال: قال أَبو هريرة: ولكني نسيت". السنن (٣/ ٢٠).
قال الحافظ في الفتح (٣/ ١١٧) بعد استعراضه لبعض هذه الروايات، والإشارة إلى الاختلاف المذكور: "والظاهر أن الاختلاف فيه من الرواة، وأبْعَدَ من قال: يحمل على أن القصة وقعت مرتين". =
⦗٢٦٤⦘ = ثم أشار إلى رواية النسائي المذكورة، وقال: "فالظاهر أن أبا هريرة رواه كثيرًا على الشك، وكان ربما غلب على ظنه أنها الظهر فجزم بها، وتارة غلب على ظنه أنها العصر فجزم بها، وطرأ الشك في تعيينها أيضًا على ابن سيرين، وكان السبب في ذلك الاهتمام بما في القصة من الأحكام الشرعية.
ولم يختلف الرواة في حديث عمران في قصة الخرباق أنها العصر، فإن قلنا: إنهما قصة واحدة فيترجح رواية من عَيَّنَ العصر في حديث أبي هريرة".
وترجيح الحافظ الأخير تؤيده رواية المصنف هذه، فإنها من غير طريق ابن سيرين، وهي في مسلم. والله تعالى أعلم بالصواب.
(٦) في صحيح مسلم: "فقام ذو اليدين، فقال: … ".
(٧) أي: لم يكن لا ذاك ولا ذا في ظني، بل ظني أني أكملتُ الصلاة أربعًا. [شرح النووي (٥/ ٦٩)]. وسيأتي عند المصنف برقم (١٩٦٢) بلفظ: "لم تُقْصر، ولم أنْسَ".
(٨) في صحيح مسلم: "أصدق ذو اليدين؟ فقالوا" بزيادة همزة الاستفهام في الأولى، والفاء في الثانية، ورواية النسائي موافقة لما في صحيح مسلم، وكذلك رواية يونس -شيخ المصنف- بهذا الإسناد عند ابن خزيمة (١٠٣٧).
وهو في موطأ مالك -رواية الليثي- (١/ ٩٣) كما ساق مسلم.
(٩) وأخرجه النسائي في "السهو" باب: ما يفعل من سلم من ركعتين ناسيًا وتكلم، =
⦗٢٦٥⦘ = (٣/ ٢٣) عن قتيبة بنفس طريق الإمام مسلم مثله، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (١٠٣٧)، (٢/ ١١٩)، أيضًا عن يونس بن عبد الأعلى، به، مثل رواية مسلم، ورواه الطحاوي في "المعاني" (١/ ٤٤٥) عن شيخ المصنّف نفسه، ولم يسق متنه.