للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣٩٨ - حدّثنا السُّلَمِي (١)، قال: ثنا عبد الرزّاق (٢)، قال: أبنا معمر، ح

⦗٣٣٢⦘ وحدثني محمّد بن عوف (٣)، قال: ثنا الفِرْيابي، قال: ثنا الأوزاعي، ح

وأخبرني عبّاس بن الوليد، عن أبيه (٤)، قال: ثنا الأوزاعي (٥) (٦) عن الزّهريُّ، عن سالم، عن أبيه، قال: "صلّى النّبيّ ﷺ صلاة المسافر بمنى ركعتين". -وذكر بمثله- وهذا لفظ الأوزاعي (٧).

وأمّا معمر فقال: "صَلَّيْتُ مع النبي ﷺ بمنى ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين". ثمّ ذكر مثله.

قال (٨) معمر: قال الزّهريُّ: "فبلغني (٩) أن عثمان إنّما صلّى بمنى

⦗٣٣٣⦘ أربعًا لأنه أَزْمَعَ (١٠) أن يقيم بعد الحجِّ (١١) " (١٢).


(١) هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي.
(٢) والحديث في مصنفه (٤/ ٢٦٨)، (٢/ ٥١٦) بمثله و "عبد الرزّاق" موطن الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق (بن إبراهيم) وعبد بن حميد، عنه، به.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / ٢٣٩٦)، (١/ ٤٨٣) برقم (٦٩٤ / … ).
(٣) هو ابن سفيان الطائي، والفريابي: محمّد بن يوسف.
(٤) هو: الوليد بن مَزْيد العذري. وليس هو الوليد بن مسلم كما جزم به محققو المسند لأحمد -طبعة مؤسسة الرسالة- (٨/ ١٣٠) ومحقق مسند أبي يعلى "حسين" (٩/ ٣٢٦)، وقد تبين لي بالاستقراء، أنه كلما يروي عبّاس بن الوليد عن أبيه فهو الوليد بن مزيد.
نعم، هو الوليد بن مسلم عند أبي يعلى (٥٤٣٨) وقد صرح بالتحديث عن الأوزاعي.
(٥) هنا موضع الالتقاء بالنسبة لطريق الفريابي والوليد، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به، وتقدم طريق معمر. صحيح الإمام مسلم (٦٩٤ / … ) وراجع طريق معمر السابق.
(٦) في (ل) و (م) هنا: "كلاهما قالا: عن الزّهريّ"، وهو مناسب.
(٧) وأخرجه البخاريّ (١٠٨٢) في "تقصير الصّلاة"، باب الصّلاة بمنى، (٢/ ٦٥٥) -فتح- من طريق نافع؛ وبرقم (١٦٥٥) في "الحجِّ" باب: الصّلاة بمنى، (٣/ ٥٩٥) -فتح- من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر، كلاهما عن ابن عمر مرفوعًا، بنحوه.
(٨) في (ل) و (م): "فقال" وما هنا أولى.
(٩) في (ل) و (م): "بلغني" -بدون الفاء- وما في مصنف عبد الرزّاق موافق للمثبت.
(١٠) يقال: أزمع الأمر -وعليه- أي: أجمع عليه، أو ثبَّت. انظر: جمهرة اللُّغة لابن درير (٣/ ٨ - زعم)، القاموس (ص ٩٣٧)، اللسان (٨/ ١٤٣ - ١٤٤).
(١١) ذكر الحافظ في "الفتح" (٢/ ٦٦٥) -في معرض استعراض الوجوه الّتي يمكن أن يفسَّر بها إتمام عثمان ﵁ بمنى، وذكر هناك هذه الرِّواية وقال: "فهو مرسل، وفيه نظر، لأن الإقامة بمكة على المهاجرين حرام … وصح عن عثمان أنه كان لا يودع النِّساء إِلَّا على ظهر راحلته … ".
ورجّح الحافظ أن سبب إتمامه "أنه كان يرى القصر مختصًّا بمن كان شاخصًا سائرًا، وأمّا من أقام في مكان أثناء سفره فله حكم المقيم، فيتم" وذكر رواية تعزّز موقفه هذا، وهو وجيه.
(١٢) من فوائد الاستخراج:
١ - روى أبو عوانة من طريق الفريابي والوليد بن مزيد عن الأوزاعي وكلاهما أقوى من الوليد بن مسلم -الراوي عن الأوزاعي عند الإمام مسلم-.
٢ - عنعن الوليد بن مسلم عند مسلم عن الأوزاعي، وهو كثير التدليس، بينما صرح الوليد بن مزيد والفريابي عن الأوزاعي عند المصنِّف مع أنهما لم يوصفا بالتدليس.