للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣١٢٢ - حدثنا الدَّنْدَاني (١)، حدثنا محمد بن عبد الله (٢) بن نمير، حدثنا أبو خالد الأحمر (٣)، عن الأعمش، عن الحكم، ومسلم البطين (٤)، عن

⦗١١٠⦘ سعيد بن جبير، وعطاء، ومجاهد، عن ابن عباس، قال: جاءت امرأة إلى النبي Object فقالت: إن أختي ماتت وعليها صوم شهرين متتابعين، فقال: "أرأيت لو كان على أختك (٥) دين أكنتِ تقضيه؟ "، قالت: نعم. قال: "فحق الله أحق" (٦) (٧).


(١) بمهملتين مفتوحتين ونونين، الأولى ساكنة، واسمه موسى بن سعيد بن النعمان الطرسوسي.
(٢) في م عبيد الله، وهو خطأ.
(٣) سليمان بن حيان الأزدي.
(٤) كذا في النسختين بإسقاط سلمة بن كهيل، وعكس الترمذي، ومن طريقه البغوي، فأسقط الحكم بن عُتيبة (سنن الترمذي، كتاب الصوم، باب ما جاء في الصوم عن الميت، ٣/ ٩٦، شرح السنة، ٦/ ٣٤٢). والحديثُ عن الثلاثة، مسلم، وسلمة، =
⦗١١٠⦘ = والحكم، عند مسلم (الموضع السابق)، وكذلك علقه البخاري (الموضع السابق)، وأخرجه ابن ماجه (كتاب الصوم، باب من مات وعليه صيام من نذر، ١/ ٥٥٩/ ١٧٥٨)، وابن خزيمة (٢/ ٢٧٢ / ٢٠٥٥)، وابن حبان (٨/ ٣٣٥ / ٣٥٧٠)، والدارقطني (السنن، ٢/ ١٩٥)، والبيهقي (السنن الكبرى، ٤/ ٢٥٥)، وهو كذلك عند أبي عوانة على حسب ما في إتحاف المهرة (٨/ ٢٠ / ٨٨١١).
(٥) في م عليها.
(٦) (م ٢/ ١١٥/ ب).
(٧) رواه مسلم عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، عن أبي خالد به. وظاهره أن الحديث عند كل من سعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء، برواية كل من شيوخ الأعمش الثلاثة، وهم مسلم، والحكم، وسلمة. وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني على الشيخين وقال: خالف أبا خالد جماعة، منهم شعبة، وعيسى بن يونس، وأبو معاوية، وابن نمير، وجرير، وعبثر بن القاسم، وغيرهم، رووه عن الأعمش، عن مسلم، عن سعيد بن جبير. ثم قال: بيَّن زائدة في روايته من أين دخل الوهم على أبي خالد، فذكره وهو الحديث السابق. وقال الإمام البخاري على ما حكاه عنه الترمذي: "جود أبو خالد الأحمر هذا الحديث، وقد روى غير أبي خالد عن الأعمش مثل رواية أبي خالد". وعارضه قول ابن خزيمة، حيث قال: "لم يقل أحد عن الحكم، وسلمة إلا هو". وأبو خالد تكلم في حديثه عن الأعمش، ثم الذين خالفهم من =
⦗١١١⦘ = الأثبات عن الأعمش، مثل زائدة، وأبي معاوية، فصار حديثه شاذا للمخالفة، وهو ما أشار إليه الدارقطني، وقاله أيضا الحافظ ابن حجر.
أما إخراج الشيخين للحديث، فقال الحافظ: لا لوم لهما، فإن البخاري علقه بصيغة تشير إلى وهم أبي خالد، ومسلم أخرجه في المتابعات.
وقال الشيخ مقبل الوادعي: أخرجه لبيان علته اهـ.
والقلب إلى ما قاله أميل، لأن الحديث الشاذ لا يصلح للمتابعة لما ترجح فيه من خطأ راويه، والله أعلم. وقد كان الحافظ يرى أن الحديث فيه اضطراب في متنه وإسناده، ولما سأل شيخه أبا الفضل العراقي أجاب بأن الشيخين اعتمدا رواية زائدة لحفظه فرجحت على باقي الروايات.
(انظر: سنن الترمذي، الموضع السابق، صحيح ابن خزيمة، الموضع السابق، الإلزامات والتتبع، ٥٠٢ - ٥٠٤، شرح علل ابن رجب، ٢/ ٧١٥ - ٧١٨، هدي الساري، ٣٥٩، النكت على كتاب ابن الصلاح، ١/ ٣٣٦ - ٣٣٧، تغليق التعليق، ٣/ ١٩٣).
وقد أحال مسلم بلفظ الحديث على حديث زائدة، وبينهما مغايرة من أوجه.
الأول: السائلة في هذا الحديث امرأة، وفي حديث زائدة السائل رجل.
الثاني: قال في هذا الحديث: "عليها صوم شهرين"، وعند زائدة: "صوم شهر". الثالث: قال في هذا: "أختي"، وفي حديث زائدة: "أمي". وقد نبه الحافظ على هذا (فتح الباري، ٤/ ١٩٥).