للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٦٥٢ - حدثنا عمَّار، حدثنا محمد بن بكر، أخْبرنا ابن جُريج، بإسناده مثله، قلتُ لعَمْرو (١): أَسُمِّي لك مَنْ نَكَحَ؟ قال: لا (٢).


(١) موضع الالتقاء مع مسلم، انظرح / ٣٦٥٠.
(٢) جاء حديث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عن عمرو بن دينار عند مسلم بلفظ: "أن النَّبِيّ تزوَّج ميمونة وهو محرم"، وحديث داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عند مسلم أيضًا (كما في تخريج ح / ٣٦٤٩) بلفظ: "تزوَّج رسول الله ميمونة وهو محرم"، فحدد في طريقهما اسم المنكوحة، وهي ميمونة ، ويظهر من إخراج المصنِّف هذِه الرواية أنَّ التنصيص باسم ميمونة -كما رواه مسلمٌ عن =
⦗١٩٠⦘ = سفيان بن عُيينة، وداود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار غير صحيح، وإنما روى الحديث عمرو بن دينار من غير أن يُحدَّد له اسم المَنْكُوحة كما هو ظاهر هذه الرواية، وكما يدُلُّ عليه الحديث رقم / ١٤٠، من رواية الحميدي عن سفيان، وفيه: "فقال أبو الشَّعثاء: من تراها يا عمرو؟ فقلت: تزعمون أنها ميمونة، فقال أبو الشَّعثاء: هذا أخبرني ابن عبَّاس "أن النَّبِيّ نَكَحَ وَهُوَ مُحْرِمٌ"، والحديث في مسند الحميدي باللفظ مثله (١/ ٢٣٤).
فجميع الروايات التي أوردها المصنِّف ليس فيها تحديد اسم المنكوحة من حديث عمرو بن دينار اللهمَّ إلا طريق أبي داود الطيالسي التي تقدمت برقم / ٣٦٤٩، ولكنها بصيغة شك وزعم من أبي الشَّعثاء جابر بن زيد: "قال عمرو: قال لي جابر: أُرَاهَا مَيْمُونَة".
ولهذا قال ابن حجر في الإتحاف (٧/ ٢٩): "وفي رواية أبي داود: أراها ميمونة، ولم يذكر ابن جريج ولا غيره ميمونة عن جابر، بهذا".
قلتُ: أخرج الإمام أحمد طريقين صحيحتين تَنُصَّان عَلى اسم المنكوحة ميمونة من حديث عمرو بن دينار:
الطريق الأولى: أخرج الإمام أحمد في مسنده (١/ ٢٢١) عن سُفْيَان، قال عمرو: قال أبو الشَّعثاء: من هي؟ قال: قلت: "يقولون ميمونة، قال: أخبرني ابن عبَّاس: "أنّ النَّبِيّ نَكح مَيْمُونة وهو مُحْرِمٌ"، وهذا إسناد صحيح.
الطريق الثانية: طريق محمد بن بَكْر عن ابن جريج، وهي التي أخرج من طريقها أبو عوانة هذا الحديث الذي نحن بصدد الكلام عليه: فقد أخرج الإمام أحمد في المسند (١/ ٣٣٧) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، وعن حجّاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار أن أبا الشعثاء أخبره أن ابن عباس أخبره: "أنّ =
⦗١٩١⦘ = النَّبِيّ نَكَحَ مَيْمُونَة وهو حَرَامٌ".
قال محقِّقُ المسند شعيب الأرنؤوط: "إسناد صحيح على شرط الشيخين".
وأخرج الإمام الطحاوي في مشكل الآثار (١٥/ ١) عن بكار بن قتيبة عن إبراهيم بن بشار، وعن المزني، عن الإمام الشافعي، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس "أن النَّبِيّ تزوج ميمونة وهو محرم".
ولعل عمرو بن دينار حدّث به على الوجهين، مما يؤكد صحة رواية مسلم التي حددت اسم المنكوحة من حديث عمرو بن دينار.