للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٧٧٩ - حدَّثنا الحارث بن أَبي أُسامة (١)، حدثنا أبو أيُّوب الهَاشِمِي (٢)،

⦗٣٧٥⦘ حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزُّهري (٣)، عن عروة، عن عائشة، ح.

وحدثني أبي (٤)، حدثنا أبو مروان (٥)، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزُّهري، عن عروة، قلتُ لعائشة: أرأيتِ قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ (٦) إلى آخر الآية، قول الله Object: ﴿أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾ فقلتُ لعائِشةَ: ما على أحدٍ جُنَاحٌ أنْ لا يَطَّوَّفَ بالصَّفا والمروة، فقالت عائشةُ: بئسَ مَا قلتَ يابنَ أُختي، إن هذه الآية لو كانتْ كما أوَّلْتَها كانتْ]: (٧) ما على أحدٍ جناحٌ أنْ لَا يَطَوَّفَ بِهِمَا، إنَّما كان هذا الحّيُّ من الأنصارِ قبْلَ أن يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ لِمنَاةَ الطَّاغِيَة كانُوا يعبُدون عند المُشَلَّل (٨) فكانَ من أهَلَّ لَها يَتَحَرَّجُ

⦗٣٧٦⦘ أنْ يَطَّوَّف بالصَّفا والمَرْوة، فلمَّا أسلَمُوا سألوا رسول الله Object عن ذلك فقالُوا يا رسول الله: إنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أَنْ نَطَّوَّفَ بالصَّفا والمروة فأنزل الله Object: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ قالتْ: "ثُمَّ قَدْ سَنَّ رسول الله Object الطَّوافَ بَيْنَهُمَا" فليسَ يَنْبَغِي لأحدٍ أنْ يَدَعَ الطَّوَافَ بِهِمَا، قال ابن شِهاب: فذكرتُ حديث عروة لأبِي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال: والله إنَّ هذا لَعِلْمٌ وأمرٌ ما سمعتُ به، لقد سمعتُ رجالًا من أهل العلم، إلَّا ما ذكرتْ عائشة يذكرون: إِنَّما كان [مَنْ] (٩) يُهِلُّ لِمَنَاة الطَّاغِيَة، كُلُّهُم كانُوا يَطُوفُون بالصَّفا والمَروة، فلمَّا أمر الله بالطَّوافِ بالبيت ولم يذكُر الصَّفا والمَرْوة فقالُوا: يا رسول الله، إِنَّا كُنَّا نَطُوفُ في الجَاهِلِيَّة بِالصَّفَا والمَرْوَة فَنَتَحَرَّجُ في الإسلامِ أَنْ نَطَّوَّفَ بِهِمَا، قال أبو بكر: فأسمع هذه الآية قد أُنْزِلَتْ في الفريقين كِلَيْهما: الذين كانوا يَتَحَرَّجُون في الجَاهِلِيَّة أن يَطَّوَّفُوا بالصَّفا والمروة، والذين كانوا يَطَّوَّفُون بهما في الجَاهليَّة ثُمَّ

⦗٣٧٧⦘ تَحَرَّجُوا في الإسلام من أجْلِ أن الله قَدْ أَمَرَ بالطَّواف بالبيتِ ولَمْ يَذْكر الطَّوَافَ بِالصَّفا والمرْوة (مَعَ طَوَافِهِم بِالبَيت حِيْنَ ذكُرُوا) (١٠) (١١).


(١) هو: الحارث بن محمد بن أبي أسامة داهر التميمي، أبو محمد البغدادي.
(٢) هو: سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن عبّاس، أبو أيوب، البغدادي، الهاشمي، ت / ٢١٩ هـ، وقيل: بعدها.
إمام جليل وثقه ابن سعد، والعجلي، وأبو حاتم، والنسائي، والدارقطني، والخطيب البغدادي وذكره ابن حبّان في الثقات.
وكذا وثقه الإمام الذهبي، والحافظ ابن حجر. =
⦗٣٧٥⦘ = انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٣٤٣)، معرفة الثقات للعجلي (١/ ٤٢٧)، الجرح (٤/ ١١٣)، الثقات لابن حبّان (٨/ ٢٧٧)، تاريخ بغداد (٩/ ٣١)، الكاشف (١/ ٣١٣)، تقريب التهذيب (ت ٢٨١٢).
(٣) موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين.
(٤) إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الإسفراييني.
(٥) هو محمد بن عثمان بن خالد الأموي المدني، أبو مروان العثماني.
(٦) سورة البقرة / الآية: ١٥٨.
(٧) ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركتُه من متن ح / ٣٧٨١، وهذا الاستدراك يقتضيه السِّياق.
(٨) المُشَلَّل -بضم الميم، وفتح الشين المعجمة، وتشديد اللام الأولى-: ثَنِيَّةٌ تأتي أسفل =
⦗٣٧٦⦘ = قُدَيْد من الشِّمال، إذا كنت في بلدة "صعبر" بين رابغ والقُّضَيْمة، كانت المُشَلَّل مطلع شمس مع ميل إلى الجنوب، وحرة المُشَلَّل هي التي تراها من تلك القرية، سوداء مُدْلَهِمَّة تُشرِق الشَّمس عليها، وفيها كانت مناة الطَّاغية، ومحلُّها معلوم.
انظر: معجم المعالم الجغرافية في السِّيرة النبوية (ص ٢٩٩).
(٩) ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركتُه من صحيح مسلم، ومتنه: "إنما كان من أهلَّ لمناة. . ."، ولا يصحُّ تركيب الجملة بدونه.
(١٠) هكذا وردتْ الجملةُ في نسخة (م)، ولم أقف عليها في مصادر أخرى، ولعلَّ معناها: أنَّ الله Object يأمرْهم بالطواف بالصَّفا والمروة حين ذكرهم مأمورين بالطَّواف بالبيت في قوله تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ سورة الحج / الآية ٢٩، أو تكون اللَّفظة الأخيرة "حين ذكرها" أي: حين ذكر الآية، كما في ح / ٣٧٨١.
(١١) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن، لا يصِحُّ الحَجُّ إلَّا به (٢/ ٩٢٩، ح ٢٦١) عن عمرو الناقد، وابن أبي عمر.
وأخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التفسير -سورة النجم -باب ﴿وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠)﴾ (ص ٨٦١، ح ٤٨٦١) عن أبي بكر الحُميدي، جميعا عن سفيان ابن عيينة، عن الزهري به، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٦/ ١٤٤) عن أبي أيوب الهاشمي به.
من فوائد الاستخراج: في لفظ المصنِّف زيادتان صحيحتان:
أُوْلَاهما: قوله: "قلت لعائشة أرأيت قول الله. . يطوف بهما".
الثانية: التنصيص بأن أهل حيٍّ من الأنصار كانوا يهلُّون لمناة الطاغية.