للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣٩ - حدثنا أبو أُميَّةَ، حدثنا أبو اليمان، حدثنا شُعُيبٌ، عن الزُّهريِّ، عن ابن المسيب (١)، عن أبي هُريرَةَ قال: سمعتُ النبيَّ يقولُ: "جاء أهلُ اليمن هُم أَرَقُّ أفئدةً، وأضعَفُ قلوبًا (٢)، الإيمانُ يمانٍ، والحكمةُ يمانية". ثم ذكر نحوَه (٣).

رواه ابن أخي الزُّهري (٤)، عَن الزُّهري، عن سعيدٍ أيضًا كما

⦗٣٨٩⦘ قال شُعَيبٌ (٥).


(١) سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي.
(٢) قال النووي: "وصفها باللين والرِّقَّة والضعف معناه أنها ذات خشية واستكانة سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير، سالمة من الغلظ والشدة والقسوة التي وُصِف بها قلوب الآخرين". شرح صحيح مسلم (٢/ ٣٤).
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب تفاضل أهل الإيمان فيه، ورجحان أهل اليمن فيه (١/ ٧٣ ح ٨٩) من طريق أبي اليمان عن شعيبٍ به.
(٤) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، أبو عبد الله المدني، توفي سنة بضعٍ وخمسين ومائة.
قال عنه ابن سعد: "كان كثير الحديث، صالحًا"، وتردد فيه ابن معين فقال مرة: "ضعيف" ومرة: "ليس بذاك القوي"، ومرة قال: "صالح"، وقال الإمام أحمد: "لا بأس به"، وقال مرة: "صالح الحديث إن شاء الله".
وجعله محمد بن يحيى الذهلي في الطبقة الثانية من أصحاب الزهري، وهذه الطبقة عنده في حال الضعف والاضطراب، وقال إنه وجد له ثلاثة أحاديث لا أصل لها، ثم ذكرها.
ووثقه أبو داود، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه، ولا يحتج به"، وقال الساجي: "صدوق، تفرد عن عمه بأحاديث لم يتابع عليها"، وذكره العقيلي في الضعفاء، وأورد له أربعة أحاديث مما لم يتابع عليها، أحدها من طريق الواقدي، وهو ممن لا يحتج به.
وذكره ابن حبان في المجروحين وقال: "رديء الحفظ، كثير الوهم، يخطئ عن عمه في الروايات ويخالف فيما يروي عن الأثبات فلا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". =
⦗٣٨٩⦘ = وقال ابن عدي: "لم أر بحديثه بأسًا إذا روى عنه ثقة، ولا رأيت له حديثًا منكرًا فأذكره إذا روى عنه ثقة"، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء.
ووثقه الذهبي في السير، وقال في الميزان: "صدوق، صالح الحديث"، وذكره في الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد.
وقال الحافظ ابن حجر في الهدي: "الذهلي أعرف بحديث الزهري، وقد بيَّن ما أنكر عليه، فالظاهر أن تضعيف من ضعفه بسبب تلك الأحاديث التي أخطأ فيها" وهذا كلامٌ في غاية الإنصاف من الحافظ رحمه الله تعالى.
وقال في التقريب: "صدوقٌ، له أوهام"، وقد أخرج له الجماعة، وحديثه عند البخاري في المتابعات.
وليس هذا الحديث مما أُنكر عليه.
انظر: طبقات ابن سعد -الجزء المتمم لتابعي أهل المدينة (ص: ٤٥٤)، تاريخ الدارمي (ص: ٤٨)، العلل للإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (٢/ ٤٨٩)، الضعفاء للعقيلي (٤/ ٨٨)، الجرح والتعديل (٧/ ٣٠٤)، المجروحين لابن حبان (٢/ ٢٤٩)، الكامل لابن عدي (٦/ ٢١٧٦)، الضعفاء لابن الجوزي (٣/ ٨١)، تهذيب الكمال للمزي (٢٥/ ٥٥٤)، ميزان الاعتدال (٣/ ٥٩٢)، والسير (٧/ ١٩٧)، ومعرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد للذهبي (ص: ١٧١)، هدي الساري (ص: ٤٦٢)، والتقريب لابن حجر (٦٠٤٩).
(٥) لم أجد من وصله من هذا الطريق.