للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٨٤١ - حدثنا فضلك الرازي (١)، قال: حدثنا عبد الأعلى النرسي (٢)، وعبد الحميد بن بيان (٣)، قالا: حدثنا خالد (٤) ح،

⦗٢٤⦘[و] (٥) حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ (٦)، قال: حدثنا عفّان (٧)، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن أبي صالح (٨)، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "إنّ الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا؛ يرضى لكم أنْ تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا، وأن تنصحوا لمن ولّاه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال (٩)، وإضاعة المال، وكثرة السؤال" (١٠).

⦗٢٧⦘ وقال غير عفان: "وأن تناصحوا"، زاد عفان في حديثه "ولا تفرقوا".

[روى عمرو بن الحارث (١١)، حدثنا بكير بن الأشج (١٢)، عن أبي صالح (١٣)] (١٤).


(١) هو الفضل بن العباس، أبو بكر الرازي المعروف بفضلك الرازي (ت ٢٧٠ هـ).
والرازي: -بفتح الراء، والزاي المكسورة بعد الألف- هذه النسبة إلى الري، وهي بلدة كبيرة، وألحقوا الزاي في النسبة تخفيفًا. انظر: الأنساب للسمعاني (٣/ ٢٣).
ولقبه فضلك. انظر: كشف النقاب (٢/ ٣٥٣)، نزهة الألباب (٢/ ٧١).
(٢) هو عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم أبو يحيى البصري، المعروف بالنّرسي -بفتح النون وسكون الراء-.
(٣) ابن زكريا بن خالد الواسطي، أبو الحسن السكري (ت ٢٤٤ هـ).
قال مسلمة بن قاسم: "ثقة"، وذكره ابن حبّان في "الثقات".
قال الذهبي: "ثقة"، وقال ابن حجر: "صدوق"، انظر: الثقات لابن حبان (٨/ ٤٠١)، الكاشف (٢/ ١٣٣)، تهذيب التهذيب (٦/ ١١١)، تقريب التهذيب (ص: ٥٦٤).
(٤) ابن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان، أبو محمد أو أبو الهيثم الواسطي.
(٥) الواو من: (ل).
(٦) محمد بن إسماعيل بن سالم المكي، أبو جعفر الصائغ الكبير البغدادي (ت ٢٧٦ هـ).
والصائغ: -ويقال الصايغ -بفتح الصاد، وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الغين المعجمة هذه النسبة إلى عمل الصِّياغة، وهو صَوْغ الذهب. انظر: الأنساب للسمعاني (٣/ ٥١٥ - ٥١٦).
(٧) ابن مسلم الصفار أبو عثمان البصري.
(٨) سهيل بن أبي صالح هو موضع الإلتقاء مع مسلم، وقد وقع في المطبوع (سهل) وهو خطأ.
(٩) قوله "قيل وقال" قيل المراد: حكاية أقاويل الناس، وأحاديثهم، والبحث عنها، وقيل: المراد حكاية الاختلاف في أمور الدين، كقوله: قال فلان كذا، وقال: فلان كذا من غير تثبت، لكن يقلد من يسمعه، ولا يحتاط لموضع اختياره من تلك الأقاويل، وقيل: المراد كثرة الكلام، لأنها تؤول إلى الخطأ.
انظر: شرح السنة للبغوي (١/ ١٨٠)، شرح صحيح مسلم للنووي (١٢/ ١١)، فتح الباري (١٠/ ٤٢١).
(١٠) قوله: "كثرة السؤال" قيل المراد: سؤال الناس الأموال استكثارًا، وعدم الاقتصار على =
⦗٢٥⦘ = قدر الحاجة.
وقيل المراد: أن يكثر المسائل الفقهية تنطعًا، وتكلفًا فيما لم يقع، ولا تدعو إليه الحاجة، وقيل المراد: كثرة السؤال عمّا لا يعنيه من أحوال الناس، بحيث يؤدي ذلك إلى كشف عوراتهم، ويتضمن ذلك حصول الحرج في حق المسئول فإنه قد لا يؤثر إخباره بأحواله، فإن أخبره شقّ عليه، وإن كذبه في الأخبار أو تكلف التعريض لحقته المشقّة، وإن أمهل جوابه ارتكب سوء الأدب.
قال القرطبي: "والوجه حمل الحديث على عمومه"، وكذا قال الحافظ ابن حجر.
انظر: المفهم للقرطبي (٥/ ١٦٤)، شرح صحيح مسلم للنووي (١٢/ ١١)، فتح الباري (١٠/ ٤٢١).
والحديث أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة والنهي عن منع وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه، أو طلب ما لا يستحقه - ح (١٠) - ٣/ ١٣٤٠).
وفيه (ولا تفرقوا) كما في رواية عفان … وليس في مسلم (وأن تنصحوا لمن ولّاه الله أمركم).
وهي زيادة صحيحة، فقد أخرج الحديث بذكرها مالك في الموطأ (٢/ ٩٩٠) ومن طريقه البخاري في الأدب المفرد (صـ: ١٥٨) ح (٤٤٢)، والمصنف كما سيأتي في الحديث رقم (٦٨٤٣)، وابن حبّان (٨/ ١٨٢ - ١٨٣) ح (٣٣٨٨) والبيهقي في شعب الإيمان (٦/ ٥٩) ح (٧٤٩٣)، والبغوي في شرح السنّة (١/ ١٧٩) ح (١٠١).
وأخرجه أحمد (٢/ ٣٢٧)، (٢/ ٣٦٠) من طريق حماد بن سلمة. =
⦗٢٦⦘ = وأخرجه أحمد -أيضًا- (٢/ ٣٦٧)، والمصنف كما في هذا الحديث رقم (٦٨٤١)، واللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ١١٧) ح (٨٥)، من طريق خالد بن عبد الله الطحان.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٦/ ٢٥) ح (٧٣٩٩) من طريق علي بن عاصم.
وسيأتي عند المصنف -أيضًا- في الحديث رقم (٦٨٤٢) من طريق سليمان بن طرخان التيمي، وجميع هؤلاء [مالك، وحماد بن سلمة، وخالد الطحان، وعلي بن عاصم، وسليمان التيمي] عن سهيل به، بذكر هذه الزيادة.
وقد رواه مسلم عن زهير بن حرب عن جرير (بن عبد الحميد)، عن سهيل به، بدون ذكر هذه الزيادة، ثم رواه عن شيبان بن فرّوخ، عن أبي عوانة، عن سهيل ولم يسق متنه بل أحال على رواية جرير.
وقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٨/ ١٦٣) من طريق عبد الرحيم بن منيب عن جرير بن عبد الحميد به بذكر الزيادة، ثم قال: "أخرج مسلم الحديث … في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن جرير".
فمدار الحديث على سهيل، ورواية الأكثر والأحفظ على ذكر الزيادة التي فيها مناصحة الولاة.
وقد عزا غير واحد من المتقدمين هذا الحديث بالزيادة إلى صحيح مسلم، كالبغوي في شرح السنة (١/ ١٧٩)، وشيخ الإسلام ابن تيمية انظر: الفتاوى (٢٨/ ٣٩١)، وابن كثير في تفسيره (١/ ٣٩٥)، والسيوطي في الجامع الصغير مع فيض القدير (٢/ ٣٠١ - ٣٠٢)، وكذا عزاه كثير من المحققين المعاصرين، ولعدم ورود هذه الزيادة في صحيح مسلم، اختلف بعض شرّاحه في تعيين الثلاث المذكورة في الحديث "إن الله يرضى لكم ثلاثًا".
فذهب القاضي عياض، والنووي إلى أنّ الأولى: أن يعبدوه، والثانية: لا يشركوا به شيئًا، والثالثة: أن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا. =
⦗٢٧⦘ = وذهب الأبي، والسيوطي إلى أنّ الأولى: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، والثانية: أن يعتصموا بحبل الله جميعًا، والثالثة: أن لا يتفرقوا، وبهذه الزيادة يزول الإشكال والحمد لله. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (١٢/ ١١)، شرح صحيح مسلم للأبي (٥/ ١٣)، الديباج للسيوطي (٤/ ٣١٨).
(١١) ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية المصري.
(١٢) هو: بكير بن عبد الله بن الأشج القرشي مولاهم أبو عبد الله المدني.
(١٣) إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم في صحيحه -موصولًا- من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه -كما تقدم تخريجه في الحديث السابق رقم (٦٨٤١) -.
وفيه متابعة بكير بن الأشج لسهيل.
(١٤) من: (ل).