للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧١٥٦ - حدثنا أحمد بن سهل (١)، قال: حدثنا صالح بن حامد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (٢)، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ سعدًا قال: اللهم! إنّك تعلم أنّه ليس أحد أحبَّ إليّ أن أجاهد فيك من قوم كذَّبُوا رسولَكَ وأَخْرَجُوه (٣)، اللهم فإنّي أظنّ أَنَّكَ قد وضعتَ الحربَ بيننا وبينهم فإنْ كان بقي من حرب قريش من شيء فأَبقني لهم حتى أُجَاهِدْهُم فيك، وإن كنت قد وضعت الحرب فيما بيننا وبينهم فافْجُرْهَا (٤) واجعلْ موتتي فيها.

⦗٣٣٠⦘ قال: فانفجرتْ من لَبّتِهِ (٥) فلم يَرُعْهُمْ (٦) -ومعه في المسجد خيمةٌ من بني غِفَار (٧) - إلّا والدَّمُ يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قِبَلِكُم؟ فإذا سعدٌ جُرْحُه يغذو (٨) دمًا فمات منها (٩).

رواه مسلم (١٠)، عن أبي كريب، عن ابن نمير [نحوه] (١١).

ذكر محمد بن يحيى (١٢) قال: حدثني إسماعيل بن الخليل (١٣)، قال: حدثنا

⦗٣٣١⦘ علي بن مسهر، قال: أخبرني هشام بن عروة -بهذا الإسناد- قالت: رُمي سعد بن معاذ يوم الخندق، فقطع منه الأكحل، رماه ابن العَرَقة، فقال سعد: عرّق الله وجهك في النّار -الحديث بطوله (١٤) -: فضرب رسول الله خيمة في المسجد ليداويه وليعوده من قريب، فلمّا رجع رسول الله من الخندق وضع السلاح ثمّ اغتسل، فأتاه جبريل قد عصب رأسه الغبار، فقال: قد وضعت السلاح فوالله ما وضعت الملائكة! فاخرج إلى القوم، فقاتلهم، فقال رسول الله "أين؟ " فأشار بيده إلى بني قريظة، فخرج إليهم، فحاصرهم وسعد في المسجد، فلمّا أن اشتد عليهم الحصار نزلوا على حكم رسول الله ، قال عروة: فأخبرت أنّ النبي ردّ الحكم فيهم إلى سعد، فقال سعد: فإنّي أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم وتقسم أموالهم -وذكر نحوه-، وقال: تلبد الدم (١٥).

ذكر مسلم (١٦) عن علي بن الحسين بن سليمان، قال: حدثنا عبدة، عن

⦗٣٣٢⦘ هشام (١٧) نحوه، غير أنه قال: فانفجرت من ليلته، فما زال يسيل حتى مات (١٨)، وزاد في الحديث قال: فذاك حين يقول الشاعر (١٩):

ألا يا سعد سعد بني معاذ … فما فعلت قريظة والنضير

لعمرك إن سعد بني معاذ … غداة تحمّلوا لهو الصبور

تركتم قدركم لا شيء فيها … وقدر القوم حامية تفور (٢٠)

وقد قال الكريم أبو حباب (٢١) … أقيموا قينقاع ولا تسيروا (٢٢)

وقد كانوا ببلدتهم ثقالا … كما ثقلت بِمِيطان (٢٣) الصخور


(١) وقع في (م): (أحمد بن صالح بن حامد، نا عبيد الله بن نمير) وهو تصحيف.
(٢) عبد الله بن نمير هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(٣) نهاية (ل ٥/ ٢١٥ / أ).
(٤) أي: الجراحة. كذا في فتح الباري (٧/ ٤٧٩).
(٥) (لبَّته): -بفتح اللام، وتشديد الباء الموحدة- وهي النحر.
شرح صحيح مسلم للنووي (١٢/ ٩٥)، وانظر: النهاية (٤/ ٢٢٣).
(٦) أي لم يفزعهم. انظر: النهاية (٢/ ٢٧٧ - ٢٧٨).
(٧) بنو غفار: بطن من جاسم من العماليق، وهم بنو غفار بن جاسم بن عمليق ويقال: عملاق ابن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح . نهاية الأرب للقلقشندي (ص: ١٤٤، ٣٤٨).
(٨) أي: يسيل. المجموع المغيث للأصبهاني (٢/ ٥٤٤ - ٥٤٥).
(٩) أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قتال من نقض العهد، وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حاكم عادل أهل للحكم- ح (٦٧)، ٣/ ١٣٩٠).
وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (٧١٥٥) -.
(١٠) في الموضع السابق أيضا.
(١١) من: (ل)، وفي (م) "مثله".
(١٢) الذهلي.
(١٣) الخزَّاز أبو عبد الله الكوفي (ت ٢٢٥ هـ)، وثقه مطيّن، وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. وكذا وثقه الذهبي، وابن حجر. انظر: معرفة الثقات للعجلي (١/ ٢٢٥)، الجرح والتعديل (٢/ ١٦٧)، الثقات لابن حبّان (٨/ ٩٩)، تهذيب الكمال (٣/ ٨٥)، =
⦗٣٣١⦘ = الكاشف (١/ ٧٢)، تقريب التهذيب (صـ: ١٣٩).
(١٤) في (ل): (وذكر أبو عوانة الحديث بطوله)، ولم يذكر ما بعده (فضرب رسول الله … إلخ).
(١٥) إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم موصولًا قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن نمير عن هشام به. انظر الحديث رقم (٧١٥٤، ٧١٥٥).
(١٦) في صحيحه (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قتال من نقض العهد، وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حكم عدل أهل للحكم- ح (٦٨)، ٣/ ١٣٩٠ - ١٣٩١)، قال حدثنا علي بن الحسين بن سليمان الكوفي به.
(١٧) في (ل): (عن هشام بن عروة بهذا الإسناد).
(١٨) من قوله (غير أنه ..... إلى قوله حتى مات) ليس في (ل):.
(١٩) القائل هو: جَبَل بن جوّال الثعلبي، له صحبة، كان يهوديًّا مع بني قريظة فأسلم.
وجاء ذكر البيت الأول والثاني في ديوان حسان بن ثابت ، إلّا أنّه قال في عجز البيت الأول: لما لاقت قريظة والنضير. وأجابه عليه حسان بأبيات مطلعها:
تفاقد معشر نصروا قريشا … وليس لهم ببلدتهم نصير.
انظر: ديوان حسان بن ثابت (صـ: ١١٧)، الإصابة (١/ ٢٢٢).
(٢٠) (ك ٤/ ٥٢/ ب).
(٢١) (أبو حباب): أوله حاء مهملة مضمومة، وبعدها باء خفيفة معجمة بواحدة، وبعدها الألف مثلها، كذا في صحيح مسلم أيضا، وكذلك ضبطه ابن ماكولا في الإكمال، إلّا أنّ الحافظ ابن حجر ضبطه في فتح الباري: بمثلثة في آخره (حباث)، وهو: عبد الله بن أبي بن سلول المنافق رئيس الخزرج. انظر: الإكمال لابن ماكولا (٢/ ١٣٤، ١٤٢)، فتح الباري (٧/ ٤٧٩).
(٢٢) نهاية (ل ٥/ ٢١٥ / ب).
(٢٣) ميطان: -بكسر أوله، وبالطاء، - موضع ببلاد مزينة، من أرض الحجاز. =
⦗٣٣٣⦘ = قال البلادي: لابة سوداء من وجه حرة المدينة الشرقية الشرقي تفيء على العقيق الشرقي. معجم ما استعجم (٤/ ١٢٨٤)، معجم المعالم الجغرافية (ص: ٣٠٨).